الجالية الكويتيه

السفير البولندي في الكويت: أقول لمن يخلفني… لا تجلس في البيت بل اندمج مع المجتمع الكويتي

 

  

 

بعد عمله لأكثر من أربع سنوات رئيساً لبعثة بلاده في الكويت، واستعداده للمغادرة بعد أيام، أكد السفير البولندي جشيجوش أولشاك ان الكويت تختلف عن غيرها من دول المنطقة، من حيث حسن الاستقبال الذي يلاقيه السفراء فيها على الصعيدين الرسمي والشعبي، مستشهدا بالمثل البولندي القائل «إن المنازل ليست بجدرانها بل بمن يسكنها» مشيرا إلى نصيحته لمن سيأتي بعده بأن يندمج مع المجتمع الكويتي ويشاركه في مناسباته.

وقال أولشاك، في لقاء مقتضب مع «الراي» إنه عمل خلال السنوات الأربع الماضية على تعريف المجتمع الكويتي بما تزخر به بلاده من ثروات وطبيعة خلابة، مبيناً أن تضاعف أعداد السياح الكويتيين لبلاده أكبر دليل على نجاح عمله في هذا المجال.

وافتخر أولشاك أن بلاده تنتج الخيول العربية ذات السلالات النقية وتصدرها للدول العربية، لافتا إلى أن لديهم اصطبلات تم تأسيسها قبل 200 عام، عندما كان يسافر بعض الارستقراطيين البولنديين للجزيرة العربية، وأحضروا عددا كبيرا من الخيول العربية الأصيلة معهم، واستطاعوا الحفاظ على نفس السلالات النقية التي لا توجد حاليا سوى في بولندا فقط.

وذكر أن أكثر ما سيفتقده بعد مغادرته الطعام الكويتي و«الحداق» حيث اعتاد أن يذهب لصيد السمك مع صديق كويتي، مؤكدا أنه لن ينسى أنه حضر للكويت أعزب، وتزوج فيها وها هو ينتظر مولوده الأول الذي يعتبره أجمل هدية تذكارية سيحملها من الكويت. وفي ما يلي نص اللقاء:

• ما النصيحة التي تقدمها للسفير البولندي المقبل؟

سأقول له لا تجلس في مكتبك، واذهب وقابل أبناء الشعب الكويتي في منازلهم، ولدينا مثل شهير يقول ان «المنازل ليست بجدرانها بل بمن يسكنها»، وهذا ما جعلني أشعر بأنني أعيش في وطني، لذلك عليه أن يكون نشيطا اجتماعيا ليكون أكبر مجموعة من الأصدقاء وألا يقصر عمله على حضور المناسبات الرسمية والحكومية فقط.

• ما اسم السفير الذي سيخلفك؟

 

 

 

ما يزال الوقت مبكرا للإعلان عن اسمه، فمازال هناك إجراءات رسمية كثيرة يجب أن تنجز قبل ذلك، ولكنه سيكون في الكويت خلال شهر سبتمبر، وهو سفير له خبرة كبيرة في العمل الديبلوماسي يعمل حاليا في الخارجية البولندية.

• ما الذي استفدته من خلال وجودك لحوالي 4 سنوات في الكويت؟

أقولها بكل صراحة ان الكويت تختلف كثيرا عن العديد من البلدان التي سبق لي العمل بها مثل مصر وسورية، فعندما حضرت للكويت لأول مرة صعقت بدرجات الحرارة العالية، التي لم أعشها في السابق، فقد كنت أعرف ان الطقس حار، ولكن ليس إلى هذه الدرجة، وبعد ذلك تفاجأت بحسن الاستقبال الذي لاقيته على جميع المستويات الرسمية والشعبية وحتى من المقيمين في الكويت، مما سهل عملي كديبلوماسي بشكل كبير، كما وجدت حسن الاستقبال في الديوانيات ومنازل المواطنين.

• هل حدث تحسن في العلاقات الثنائية بين بولندا والكويت خلال هذه الفترة؟

عندما حضرت للكويت وجدت أن الكثيرين لا يعرفون بولندا جيدا، لذلك عملت على التعريف ببلدي في جميع المناسبات عن طريق وسائل الإعلام، وعملت على المشاركة في جميع الفعاليات الرسمية والشعبية الكويتية، حتى أعرف المجتمع الكويتي على بولندا بشكل أفضل، كما أنني نسقت العديد من الرحلات للإعلاميين والشباب وأصحاب المدونات لبولندا، وهذا ما ضاعف أعداد السياح الكويتيين إلى بولندا إلى حوالى 30 في المئة في كل سنة من السنوات الثلاث الماضية، هذا بخلاف أعداد المرضى الذين أصبحوا يأتون لمنتجعاتنا الصحية سنويا.

وعن العلاقات التجارية فنحن نصدر للكويت الفواكه والأثاث ومستحضرات التجميل، حيث أصبح هناك في مجمع الافنيوز 3 محلات لبيع مستحضرات التجميل البولندية، كما أننا نصدر للكويت الخيول العربية الأصيلة، مما يجعل حجم التبادل التجاري يصل إلى 80 مليون دولار بشكل مباشر، بخلاف ما يحضر للكويت من منتوجات بولندية عبر شركات مقرها دبي.

• من أين أتيتم بالخيول العربية؟

 

 

 

نحن نفخر بتخصصنا بإنتاج الخيول العربية ذات السلالات النقية وتصديرها للدول العربية، فنحن لدينا اصطبلات تم تأسيسها قبل 200 عام، عندما كان يسافر بعض الارستقراطيين البولنديين للجزيرة العربية، وأحضروا عددا كبيرا من الخيول العربية الأصيلة معهم، واستطعنا على مدى الـ200 عام الحفاظ على نفس السلالات النقية التي لا توجد حاليا سوى في بولندا فقط.

• ما الذي سوف تفتقده عندما تغادر الكويت؟

الطعام الكويتي والناس الذين يعيشون هنا، وأكثر ما سوف اشتاق اليه هو «الحداق» مع أحد أصدقائي الكويتيين الذي يمتلك قاربا جميلا والذي اعتدت أن أرافقه في رحلات صيد السمك، فأنا عندما حضرت للكويت كنت أعزبا وتزوجت في الكويت وأصبحت زوجا جيدا، وأنا الآن بانتظار مولودي الأول بعد شهرين مما يعني انها ستكون أجمل ذكرى من الكويت.

الراي – خالد الشرقاوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى