دولي
إعلان نتنياهو عن ضرورة مشاركة روسيا في “سوبيبور” تثير ارتياح موسكو
عبرت موسكو عن ارتياحها لإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الدعم الإسرائيلي لمشاركة روسيا في مشروع متحف “سوبيبور” في بولندا لتخليد ذكرى ضحايا المحرقة النازية.
وجاء ذلك على لسان ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، التي سبق لها أن اتهمت إسرائيل بـ”الخيانة التاريخية” بعد أن التزمت الصمت إزاء استبعاد روسيا من هذا المشروع الذي يقام في أراضي بولندا.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد خلال زيارته إلى مدينة سوتشي الروسية أمس الأربعاء، الدعم الإسرائيلي للمشاركة الروسية في المشروع.
ووصفت زاخاروفا خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي اليوم الخميس، تصريحات نتنياهو حول متحف سوبيبور بأنها إشارة مهمة موجهة إلى اللجنة الدولية التي تدير المشروع، بشأن ضرورة العودة إلى مناقشة مشاركة روسيا كاملة الحقوق في تجديد المتحف.
وشددت قائلة: “نعتبر تأكيد الجانب الإسرائيلي على موقفه التقليدي من نتائج الحرب العالمية الثانية ودور الجيش الأحمر في هزيمة الفاشية، إشارة واضحة لا تترك مجالا لأي تلاعبات حول ضرورة مشاركة روسيا في المشروع.
وكان نتنياهو قد تعهد خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس في سوتشي بأن إسرائيل ستتدخل في الموضوع، لضمان مشاركة روسيا في مشروع المتحف المقام في مكان “معتقل الموت” النازي في سوبيبور.
وشدد قائلا: “نحن، وأنا شخصيا، لن ننسى أبدا الدور الذي لعبته روسيا والجيش السوفياتي في هزيمة النازية. نقول ذلك في كل مكان وفي كافة المحافل”. وذكر بأن الضابط السوفيتي ذا الأصل اليهودي الذي قاد الانتفاضة في سوبيبور يعد بطلا وطنيا في روسيا وإسرائيل على حد سواء.
وتلقت روسيا الدعوة للمشاركة في تجديد المتحف في عام 2013. وبادر إلى هذا المشروع كل من بولندا وإسرائيل وهولندا وسلوفاكيا، إذ تضم اللجنة التي تدير المتحف ممثلين عن هذه الدول. ووافقت روسيا على الاقتراح آنذاك.
لكن بولندا أعلنت في يوليو/تموز الماضي أن اللجنة قررت مواصلة تنفيذ المشروع دون مشاركة روسيا. وقالت زاخاروفا آنذاك إن تغير مواقف هولندا وسلوفاكيا وإسرائيل أثار خيبة وحيرة في روسيا، ووصفت موقف إسرائيل بالذات بأنه يقترب من “الخيانة التاريخية”.
وكان معتقل سوبيبور يُستخدم من قبل النازيين لإبادة اليهود في الفترة 1942-1943. ويعتقد أن ما بين 150 ألفا و250 ألف سجين يهودي من بولندا وعدد من الدول الأوروبية لقوا مصرعهم هناك، إذ كان معظم المعتقلين يقضى عليهم في “غرف الغاز” في يوم وصولهم إلى المعتقل، فيما استغلت إدارة المعتقل البقية للقيام بمختلف الأعمال الشاقة.
وفي عام 1943 شهد المعتقل انتفاضة بقيادة الضابط السوفيتي المعتقل هناك ألكسندر بيتشيرسكي، الأمر الذي سمح بهروب مئات السجناء إلى الغابات المحيطة بالموقع. وبعد هذا التمرد، أغلقت السلطات النازية المعتقل وأعدمت جميع المعتقلين الذين بقوا في المعتقل ورفضوا الهرب. وجرى بعد ذلك تدمير مباني المعتقل وإقامة مزرعة في مكانه. أما غالبية الهاربين، فقتلوا لاحقا جراء عمليات تتبع قمعية، وبحلول نهاية الحرب، بقي 53 منهم فقط على قيد الحياة.
المصدر: RT