الإنفاق العسكري العالمي يبلغ 2.7 تريليون دولار في عام 2024… وبولندا تسجل قفزة بنسبة 31%
أظهر تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) أن الإنفاق العسكري العالمي بلغ 2.718 تريليون دولار في عام 2024، مسجلًا زيادة بنسبة 9.4% بالقيمة الحقيقية مقارنة بالعام السابق، وهي أعلى زيادة سنوية منذ نهاية الحرب الباردة.

ووفقًا للتقرير، احتلت بولندا المرتبة 13 عالميًا في قائمة أكبر الدول إنفاقًا على الدفاع، بعدما رفعت ميزانيتها الدفاعية بنسبة 31% لتصل إلى 38 مليار دولار، أي ما يعادل 4.2% من ناتجها المحلي الإجمالي.
وفي تصريح لوزير الدفاع البولندي فواديسواف كوشينياك-كاميش مطلع أبريل، أشار إلى أن بلاده تعتزم رفع إنفاقها الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2026، مما يجعل بولندا الدولة الأعلى في نسبة الإنفاق الدفاعي إلى الناتج المحلي بين جميع أعضاء حلف الناتو، متجاوزة حتى الولايات المتحدة.
أبرز المنفقين عالميًا
وسجلت ألمانيا، الجارة الغربية لبولندا، ارتفاعًا بنسبة 28% في إنفاقها العسكري لتصل ميزانيتها إلى 88.5 مليار دولار، مما يجعلها أكبر دولة إنفاقًا على الدفاع في أوروبا الوسطى والغربية، ورابع أكبر منفق في العالم.
ووفقًا لتقرير SIPRI، شكّلت الدول الخمس الكبرى في الإنفاق الدفاعي — الولايات المتحدة، الصين، روسيا، ألمانيا والهند — نسبة 60% من إجمالي الإنفاق العالمي، بإجمالي مشترك بلغ 1.635 تريليون دولار.
وقد ارتفع الإنفاق العسكري العالمي للعام العاشر على التوالي، مع تسجيل جميع الدول الـ15 الأعلى إنفاقًا زيادات ملحوظة في ميزانياتها الدفاعية.
وبلغت حصة الناتج المحلي الإجمالي العالمي المخصصة للإنفاق العسكري 2.5% في عام 2024.
وقال شياو ليانغ، الباحث في برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة في SIPRI: “أكثر من 100 دولة حول العالم رفعت إنفاقها العسكري في عام 2024. وبينما تولي الحكومات أولوية متزايدة للأمن العسكري، غالبًا على حساب قطاعات أخرى في الميزانية، فإن هذه المفاضلات الاقتصادية والاجتماعية قد تُحدث آثارًا بعيدة المدى على المجتمعات في المستقبل”.
الحرب في أوكرانيا ترفع إنفاق أوروبا الدفاعي
وارتفع الإنفاق الدفاعي في أوروبا، بما في ذلك روسيا، بنسبة 17% ليصل إلى 693 مليار دولار، مدفوعًا باستمرار الصراع في أوكرانيا الذي دخل عامه الثالث.
وقد رفعت كل الدول الأوروبية – باستثناء مالطا – إنفاقها العسكري خلال عام 2024.
ووصلت ميزانية الدفاع الروسية إلى نحو 149 مليار دولار، بزيادة نسبتها 38% عن عام 2023، وهو ضعف ما أنفقته في عام 2015، ما يعادل 7.1% من ناتجها المحلي و19% من إجمالي الإنفاق الحكومي.
أما أوكرانيا، فقد رفعت إنفاقها الدفاعي بنسبة 2.9% ليبلغ 64.7 مليار دولار، أي ما يعادل 43% من الإنفاق الروسي. وبلغت النسبة المخصصة للدفاع من ناتج أوكرانيا المحلي 34%، وهي الأعلى عالميًا.
وقال الدكتور دييغو لوبيز دا سيلفا، الباحث الأول في برنامج SIPRI: “روسيا زادت إنفاقها العسكري مرة أخرى بشكل ملحوظ، ما يوسّع الفجوة بينها وبين أوكرانيا”، مضيفًا أن “أوكرانيا تخصص جميع إيراداتها الضريبية لتمويل جيشها، ومع هذا الوضع المالي الضيق، سيكون من الصعب الاستمرار في زيادة الإنفاق الدفاعي”.
تأسس معهد SIPRI عام 1966 كمؤسسة دولية مستقلة متخصصة في أبحاث النزاعات والتسلح.