بودابست تعترض على فقرات رئيسية في بيان قمة وارسو حول أوكرانيا
في خطوة مفاجئة، رفضت المجر الانضمام إلى بنود رئيسية في البيان الختامي الصادر عن قمة مبادرة البحار الثلاثة التي عُقدت أمس في العاصمة البولندية وارسو، بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس المنتدى الإقليمي.

البيان المشترك، الذي وقعته 13 دولة من الاتحاد الأوروبي، تضمّن إدانة واسعة للحرب الروسية على أوكرانيا، ودعا إلى تعزيز البنية التحتية الإقليمية، وتوسيع التكامل الأوروبي، وتسريع مفاوضات انضمام أوكرانيا ومولدوفا إلى الاتحاد الأوروبي.
لكن بودابست أعلنت رسميًا تحفظها على الفقرات من 4 إلى 9، التي نصّت بشكل صريح على دعم وحدة أراضي أوكرانيا، وتطلعاتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى مواقف حازمة مناهضة للكرملين.
وجاء في البيان المنفصل الصادر عن الحكومة المجرية:
“نعتقد أن بعض عناصر هذه الفقرات تتجاوز الظروف الجيوسياسية الجديدة”، دون أن توضح هذه “الظروف” بشكل دقيق.
وأضافت المجر أن الاتحاد الأوروبي “وبعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب، لم يقترب من تحقيق السلام”، معتبرة أن عملية التوسيع يجب أن تستند إلى “الجدارة وليس المجاملة”.
وتُعد المجر، بقيادة رئيس الوزراء فيكتور أوربان، المعقل الأبرز للدبلوماسية الموالية لروسيا داخل الاتحاد الأوروبي، وقد استخدمت حق النقض مرارًا لتعطيل مسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
من جانبه، شدد الرئيس البولندي أندري دودا على أن مبادرة البحار الثلاثة — التي تربط بين دول البلطيق، الأدرياتيكي، والبحر الأسود — تمثل ردًا إقليميًا على عالم “مليء بالتوترات والاضطرابات”.
وقد جمعت القمة قادة دول من وسط وشرق أوروبا، إضافة إلى مسؤولين من الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، ودول جديدة حصلت على صفة عضو شريك مثل ألبانيا، الجبل الأسود، أوكرانيا، ومولدوفا.
تجدر الإشارة إلى أن المبادرة أُطلقت عام 2015 بمبادرة من رئيسي بولندا وكرواتيا، بهدف تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والبنى التحتية والربط الرقمي والطاقة بين دول وسط وشرق أوروبا.