مقالات الرأي

الحلم الأوروبي .. !!

 

ما أن يقترب الشاب من إنهاء دراسته الجامعية حتى يبدأ الحلم الأوروبي بالسيطرة على عقله و تبدأ أحلام اليقظة بأن أوروبا هي بلد الأحلام .. نعم بلد الأحلام فالشاب في بداية حياته يحلم بوظيفة  محترمة, يحلم ببناء مستقبل وأسرة يحلم بوطن يعيش فيه يحترمه ويقدر إنجازاته لكن سرعان ما تضيق سبل العيش في وطنه سواء تعلق الأمر بضائقة مادية أو ضائقة معنوية أو هما معا حتى يبدأ حلم الهجرة  عن قناعة مفادها أنه سيجد عوضا عن وطنه وأهله .  

 

 

 

حيث أن  الإنسان في الغالب لا يهاجر  إلا مكرها . ومن المعلوم أيضا أن تكون هجرة الإنسان إلى أوطان يظن أنه يجد فيها ما فقده في وطنه . وغالبية المهاجرين من البلاد العربية يحلمون بأوروبا حيث حقوق الأنسان و حيث الحرية و طمعا” بالثراء السريع والكفاءة العلمية والوجاهة الاجتماعية، إضافة إلى متعة الانتماء إلى الحضارة  المتطورة .  

و لكن سرعان ما يبدأ هذا الحلم يتحول إلى كابوس حين الوصول إلى بلد الأحلام و الإصطدام بالواقع الحقيقي …

نعم أوروبا بلد التطور و حقوق الانسان و الحضارة و الثراء لكن ! ليس كالحلم فأنت في أوروبا يجب أن تعمل ليلا” ونهارا” لتواكب الكفاءات العلمية الموجود لتحظى بالمال لتعيش حياة كريمة فحقوق الإنسان لا تأتي وأنت في

  

منزلك تحتسي القهوة مع أصدقائك فحقوق الإنسان مرتبطة بعملك وجهدك وكذلك لتعطيك حقوقك كإنسان و من هنا يبدأ الاصطدام بالواقع الحقيقي للحلم الأوروبي نحنا اعتدنا العمل حتى ساعات معينة ثم قضاء باقي الوقت مع أصدقائنا و اقربائنا , اعتدنا على الاجتماعات الأسرية بشكل شبه يومي , نحن شعب نشأنا على ترابط اجتماعي كبير مع بعضنا لتجد نفسك تسكن في شقة لا تعلم من هو جارك , تستيقظ صباحا” لتبدأ مهامك الوظيفية لتحظى بحقوقك الإنسانية , نعم أوروبا بلد التطور و الثراء لكن ما هو الثمن ؟ لا تنتظر الكثير مقابل القليل فأنت مجبر على إعطاء الكثير من حياتك و وقتك و جهدك .. و لكن يبقى الحلم الأوروبي هو باب الأمل لكثير من الأشخاص أجبرتهم ظروفهم على هذا الحلم حيث لم يبقى أمامهم خيار لذا يجب عليك أن تستعد لهذه التغيرات البيئية والمناخية والاجتماعية حتى لا تصطدم بواقع الحياة و تصاب بخيبة الأمل و  يصنع حاجزا” بينك و بين الحياه .. تكيف معهم و إصنع مجتمعك بنفسك فالتكيف نعمه من الله يستطيع الإنسان التحكم بها والتعايش مع جميع ظروف الحياة إذا كان مستعدا” لها فحين تجد نفسك في الغربة أو مسافرا” للغربة فاستعد لها و تعايش معها و لتكن إيجابيا” بما ستواجه, و تأكد بأن الصعوبات وجدت لتقويك على غربتك وتصنع منك شخصا” قويا” قادر على مواجهة جميع صعوبات الحياة .. فهذه هي ضريبة الغربة ..

 

و لكن يبقى السؤال هل نلوم أنفسنا أم وطننا أم غربتنا ؟

 

  

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى