بولندا سياسة

توسك: يجب على أوروبا خوض سباق التسلح الذي بدأته روسيا والفوز به

صرّح رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، لدى وصوله إلى قمة الاتحاد الأوروبي التي عقدت يوم الخميس في بروكسل، بأن على أوروبا أن تخوض سباق التسلح الذي بدأته روسيا وعليها أن تنتصر فيه. وأضاف أن أوروبا أضاعت الكثير من الوقت في بناء اتحاد دفاعي، لكن “اليوم تغير كل شيء”.

عُقد يوم الخميس 6 اذار/مارس اجتماع لقادة الدول الأعضاء في بروكسل، خصص لمناقشة الوضع في أوكرانيا وقضايا الدفاع الأوروبي.

قبل القمة، قال توسك:”عندما تحدثتُ في السابق عن الحاجة إلى إنشاء اتحاد دفاعي، كنتُ آمل أكثر مما كنتُ متأكدًا من إمكانية تحقيق ذلك. كنت أقول حينها إنه لم يعد هناك وقت لنضيعه.”

وأشار إلى أن الوضع قد تغير جذريًا اليوم، قائلًا:”لقد خسرنا الكثير من الوقت كأوروبيين، ولكن الآن الأمور تغيرت تمامًا. أتحدث هنا عن مقترح المفوضية الأوروبية بتعبئة 800 مليار يورو، وكذلك عن العزم الواضح الذي أبداه جميع من تحدثت معهم. وقد أكّد لي ذلك خلال الاجتماعات في باريس ولندن.”

وتابع:”الجميع عازمون على مواجهة هذا التحدي. لا شك أن الحرب في أوكرانيا، والنهج الجديد للإدارة الأمريكية تجاه أوروبا، وقبل كل شيء، سباق التسلح الذي بدأته روسيا… كلها تفرض علينا تحديات جديدة تمامًا. يجب على أوروبا أن تخوض هذا السباق، وعليها أن تفوز به.”

وأعرب عن ثقته بأن روسيا ستخسر هذا السباق، قائلًا:”أنا مقتنع بأن روسيا ستخسر سباق التسلح هذا، تمامًا كما خسر الاتحاد السوفيتي سباقًا مشابهًا قبل 40 عامًا. وهذه هي الطريقة الوحيدة أيضًا لتجنب نشوب صراع أوسع نطاقًا.”

فرنسا تقترح استراتيجية ردع نووي

صرّح رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن المقترح الفرنسي حول توسيع نطاق الردع النووي يستحق الدراسة بشكل جدي.

وأشار توسك إلى أن هذه الفكرة ليست جديدة، فقد طُرحت عدة مرات سابقًا، بما في ذلك في محادثاته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. لكنه أكد أنها تستحق النظر من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في إشارة إلى إعلان ماكرون عن رغبته في بدء مناقشات بشأن توسيع المظلة النووية الفرنسية لحماية الشركاء الأوروبيين.

وقال توسك:”يجب علينا تنسيق جميع هذه المقترحات اليوم، ويجب أن تصبح القدرات الدفاعية لكل دولة أوروبية جزءًا من منظومة الدفاع الشاملة للاتحاد الأوروبي.”

كما شدد على أن أوروبا، كقوة موحدة، قادرة على الفوز في أي مواجهة مع روسيا، سواء كانت مالية أو اقتصادية أو عسكرية، وشدد توسك:”حان الوقت لإعادة التفكير في تعزيز الوجود العسكري الأوروبي وقوات الناتو على الحدود مع روسيا وبيلاروسيا.”

وأكد أن على أوروبا أن تهتم بأمنها الذاتي، موضحًا أنه سيناقش هذه القضية خلال اجتماعه مع رؤساء الدول والحكومات الأوروبية، وأضاف:”نتحدث كثيرًا اليوم عن ضمانات أمنية لأوكرانيا، ولكن لمنح الأمن للآخرين، يجب أن نكون نحن أنفسنا آمنين أولًا.”

وأشار إلى أن أوروبا بحاجة إلى تأمين حدودها بالكامل، خاصة مع روسيا وبيلاروسيا، موضحًا أن مشروع “الدرع الشرقي” أصبح أولوية، ليس فقط لبولندا، بل أيضًا لفنلندا ودول البلطيق.

كما أكد على ضرورة تعزيز الدفاع الجوي الأوروبي، وحماية منطقة البلطيق، وتأمين الفضاء السيبراني ضد أي تهديدات محتملة.

الدعم الأمريكي

وتطرق توسك أيضًا إلى مسألة الدعم الأمريكي لأوكرانيا، قائلًا:”قد يكون قرار الولايات المتحدة بتقليص دعمها الاستخباراتي لأوكرانيا مجرد تكتيك تفاوضي. وأنا أؤمن بأن هذا الدعم سيستمر.”

وأكد أن الدعم الأمريكي لا يمكن تعويضه بسهولة، مشيرًا إلى أنه يشمل الاتصالات والاستخبارات والاستطلاع.

وأضاف:”نأمل بشدة أن تكون هذه التلميحات حول تقليص المساعدات مجرد تكتيك تفاوضي وليس حقيقة واقعة، لأننا نعتمد بشكل كبير على الدعم الكامل من الولايات المتحدة لأوروبا وبولندا.”

لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يطور قدراته الدفاعية بشكل مستقل، موضحًا:”أوكرانيا وجميع الدول الأوروبية يجب أن تعمل على تعزيز إمكانياتها الخاصة. لكن في الوقت ذاته، لا ينبغي أن نعطي انطباعًا لبعض الأطراف في واشنطن بأن أوروبا لم تعد بحاجة إلى الولايات المتحدة، لأنها بلا شك لا تزال ضرورية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم