بولندا سياسة

خلاف جديد بين الولايات المتحدة والحكومة البولندية ! لماذا تم استدعاء السفير الأمريكي ؟

أعلنت وزارة الخارجية البولندية يوم أمس الخميس عن استدعاء السفير الأمريكي في بولندا الى مقر الخارجية لـ الإعتراض على نشاط أحد القنوات التلفزيونية

 

 

وقالت الوزارة في بيانها :

فيما يتعلق بأنشطة إحدى المحطات التلفزيونية ، وهي مستثمرة في السوق البولندية ، دعت وزارة الخارجية السفير الأمريكي.

تؤكد  وزارة الخارجية أن الآثار المحتملة لهذه الإجراءات مطابقة لأهداف الحرب الهجينة التي تهدف إلى إحداث انقسامات وتوترات في المجتمع البولندي.

لذلك ، دعت وزارة الخارجية السفير الأمريكي للإبلاغ عن الوضع وعواقبه في شكل إضعاف قدرة جمهورية بولندا على ردع خصم محتمل وقدرتها على الصمود أمام التهديدات “.

من هي القناة المقصودة ؟

ولم تشر الوزارة الى اسم القناة التلفزيونية المقصودة ، ولكن مصادر اعلامية أشارت الى أن المقصود هو شبكة TVN الخاصة ، وهي  محطة تابعة لمجموعة Warner Bros الإعلامية الأمريكية .

ويعود سبب الإستدعاء الى تقرير تم نشره عبر شبكة TVN التلفزونية ، والذي تتهم فيه القناة البابا البولندي يوحنا بولس الثاني ، بأنه عندما ا كان لا يزال أسقفًا في كراكوف ، كان على علم بجرائم جنسية ارتكبها ثلاثة قساوسة على الأقل تحت إشرافه ، وقام بنقلهم من  رعية إلى أخرى وأرسلهم إلى الخارج ، وإعتمد القرير على كتاب لـ الصحفي  الهولندي Ekke Overbeek والذي يحمل عنوان Maxima Culpa. Jan Paweł II

ومنذ نشر الجزء الأول من التقرير أتهمت الحكومة البولندية الشبكة التلفزيونية بمحاولة تشويه صورة البابا يوحنا بولس الثاني ، ونشر معلومات غير صحيحة عنه ، كما طالب البرلمان البولندي بإصدار قانون لـ الدفاع عن البابا ، وتجريم أي محاولة لتشويه صورته

لماذا تم إستدعاء السفير الأمريكي ؟

تعود مشكلة قناة TVN الى بداية وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن الى سدة الحكم ، حيث حاولت الحكومة البولندية إغلاق الشبكة  المملوكة لـ مجموعة Warner Bros بحجه أنها شبكة إعلامية أجنبية بتمويل خارجي ، وهو ما يتعارض مع القانون البولندي ، وهو ما تسبب في خلاف مع الرئيس الأمريكي فور وصوله الى سدة الرئاسة في أمريكا .

واستمر الخلاف لما يقارب العام بين الرئيس الأمريكي والحكومة البولندية ، حيث رفض الرئيس الأمريكي في تلك المرحلة لقاء الرئيس البولندي ، وانتهت القضية بقيام شبكة TVNبتسجيل القناة خارج بولندا ، فيما يمكنها العمل في السوق البولندي على أساسا أنها محطة أجنبية .

والسبب الرئيسي وراء الخلاف بين الحكومة والقناة ، يعود الى أن القناة محسوبة على المعارضة البولندية ، وتنتقد الحكومة بشكل مستمر ، كما أنها واسعة الإنتشار ولها تأثير كبير على المجتمع البولندي ، وتعتبر المنافس الرئيسي لـ تلفزيون TVP الحكومي ، الذي يقوم بنشر وجهة النظر الحكومية ، ويلقى إنتقادات من المعارضة بسبب استخدام وسائل الإعلام الحكومية بالترويج لـ تحالف اليمين الحاكم .

على الجانب الآخر شبكة Warner Bros الأمريكية مُقربة من الحزب الديمقراطي الأمريكي ، ما يعني أنها تختلف سياسياً مع توجهات تحالف اليمين الحكام في بولندا ، كون الحزب الحاكم في بولندا يعتبر أقرب لـ سياسة الحزب الجمهوري .

ماذا عن الرد الأمريكي

لم يصدر حتى اللحظة أي رد من جانب السفارة الأمريكية في بولندا ، فيما يتوقع أن تتصاعد الأزمة خلال الأيام القادمة ، خصوصاً مع استمرار قناة TVN بنشر فصول من الكتاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم