مقالات الرأي

في زمن جائحة كورونا..كيف نحافظ على أنفسنا من الجنون ؟!

دعوني في البداية أشرح لكم كيف كنت أشعر خلال الأسبوعين السابقين منذ أن دخل فيروس كورونا بكل قوته إلى حياتنا في بولندا.

شعرت كأنني بطلة فيلم الرعب في فيلم يتحدث عن الزومبي ، شعرت كأنّ بيتي هو المكان الوحيد الآمن وبمجرد مغادرته فأنا معرضة للإصابة ثم أتحول إلى زومبي .

كل شيئ تغيّر بسبب الحجر الصحي وأصبح الناس غير متوافقين تجاه بعضهم البعض (و لهم الحق في ذلك!). أنا شخصياً لست أعاني من “الوسواق القهري من المرض “ولكن بعد كل خروج وعودة الى المنزل أشعر بأن أعراض المرض COVID-19 بدأت تظهر.

طيلة حياتي لم أفكر أبداً، بأنني هنا في أوروبّا الغنية والمتحضرة والحديثة سوف أعيش في وقت الوباء الحقيقي ،كنت أشاهد المشاكل والكوارث دائماً في مكان آخر،و فقط على شاشة التلفزيون وبعيداً عنّي واليوم هي وراء باب منزلي… دون شك بأن هذا واقع جديد ويجب علينا أن نعتاد عليه وأن نتعلم كيف نتغلب عليه بطرقنا الخاصة.

البقاء في بيوتنا مع بداية فصل الربيع وقدوم الأيام المشمسة والدافئة الأولى ليس أمراً سهلاً أبداً ولكنه اختبار لنا كـ مواطنين، وأفراد في المجتمع وببساطة الناس المسؤولين.

كيف يمكننا أن ننجح في تجاوز ذلك وأن نبقي في حالة عقلية جيدة بعيداً عن الجنون ؟ هذا هو تحدي حقيقي لأسابيع وربما حتى الأشهر القادمة (لا قدر الله!). من المهم أن نبقى في الاتصال الدائم مع أقربائنا وأصدقائنا والتكلم معهم عبر الهاتف وليس فقط من خلف شاشة الهاتف المحمول من خلال برامج الدردشة .

فكّروا بالآخرين من يحتاج الى دعمكم في هذا الوقت، ومن يمكن أن يشعر بالوحدة والاكتئاب في هذه الأيام واتصلوا به أو بها. وارجوكم! لا تتكلموا عن الفيروس فقط! لا تستخدموا الانترنت ولا تشاهدوا التلفزيون طوال الوقت،يوجد الكثير من الأشياء الأخرى للقيام بها. اعطوا أنفسكم بعضاً من الوقت ، إذا لديكم أطفالاً صغار فتتناوبوا في رعايتهم! هذا مهم لكلا الزوجين وللأطفال وهذا مهم لتجنب موجة الطلاق بعد الوباء !.

يمكنكم الخروج في نزهة قصيرة ، اذا لديكم حديقتكم الخاصة أو الشرفة – يلا، استخدموها وفكّروا كم أنتم محظوظون بالمقارنة مع الآخرين المقيمين في الشقق بدون “حديقة أو شرفة”، تذكروا أن الهواء الطلق يؤثرعلى صحتكم العقلية والبدنية بشكل إيجابي.

بشكل عام، كونوا مسؤولين وحذرين تجاه أنفسكم أولاً وتجاه الأخرين واعتنوا بصحتكم العقلية، أنا شخصياً أحاول أن أركز على الأخبار الإيجابية التي تظهر في وسائل الاعلام بجانب أرقام المصابين… كأخبار التحسن الملحوظ في تغير المناخ . هل تعرفون أن وقف محركات المصانع والتقليل من حركة الناس أدّت الى تحسّن كبير في الحياة البيئية و خاصة في الصين، إيطاليا والهند؟ كما أن الدلافين ظهرت في موانئ إيطاليا ، وهل رأيتم أن مياه الانهار في البندقية أصبح شفافاً لأول مرة منذ وقت طويل، وفي شوارع مدينة هندية عاد الى الظهور حيوانات كان يُعتقد أنها منقرض منذ الستينيات! والاجمل هو الخبر المعجزة “شفاء رجل إيطالي من مدينة ريميني يبلغ من العمر101 عام و تعافى من COVID-19. هذه الأخبار فعلاً تساعدني ألا أجن…

المستقبل حالياً مجهول ولاتوجد له خطوط واضحة … من الصعب حالياً وضع أي خطط ومن الأفضل التركيز على كل يوم قادم.

من المؤكد أن مكافحة الوباء الحالي ستستغرق وقتاً وستتطلب جهوداً عظيمة ولكنني أعلم أننا سننتصر في النهاية ،و العالم بعد COVID-19 سيكون مختلفاً. هناك بعض الأوقات الصعبة بانتظارنا من ناحية الركود الاقتصادي، البطالة، التفاوت الاجتماعي ،ومن المحتمل أن تأتي موجه جديدة من اللاجئين. هذه هي تحديات المستقبل المحتملة والتحدي الأكبر الحالي لنا جميعاً هو مكافحة الوباء وكلنا مشاركون فيه ،و البقاء في المنزل والالتزام بالتوصيات هي أسلحتنا !.

الكاتب- Zuzanna Oniszczuk-Gaik

معلومات المحادثة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم