سفير فلسطين في بولندا د.محمود خليفة : اوقفوا المجزرة.. اوقفوا العدوان
بقلم سعادة سفير دولة فلسطين في بولندا د.محمود خليفة
لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني بالمطلق، ولم يتحقق السلام، لان اسرائيل لا تريد ذلك ولا تسعى له، بل تسعى لإدامة الصراع، وما يجري في القدس والضفة وقطاع غزة هو حلقة اخرى من هذا العدوان، وما قاله نواب اسرائيليون في الكنيست الاسرائيلي يفكك معادلة ما يقوم به جيش الاحتلال الاسرائيلي من قتل ودمار في غزة، وما ينفذه المتطرفين الاسرائيليين بدعم الجيش الاسرائيلي من اعتداءات في الضفة والقدس، هو تكامل في ادوار؛ اذ أن رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو مستعد لحرق المنطقة بالكامل، لانقاذ نفسه من ملفات الفساد التي تلاحقه في المحاكم الاسرائيلية.
ان مكان نتنياهو ليس المحاكم الاسرائيلية بل محكمة الجنايات الدولية.
واذ اعبر عن شكرنا وتقديرنا لبولندا على مواقفها الداعمة لحل هذا الصراع بالطرق السلمية ، ووقف هذا العنف المتواصل، فإن سفارة دولة فلسطين تعبر عن شكرها للشعب البولندي ومؤسساته وأحزابه على مظاهر التضامن التي عبر عنها منذ اليوم الأول لهذا العدوان على الشعب الفلسطيني.
ان من المعيب استمرار صمت مؤسسات المجتمع الدولي امام هول المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ويجب رفع الصوت امام هول هذا العدوان ومن واجب المجتمع الدولي والرأي العام العالمي ان يسائل اسرائيل عوض تسليحها وابرام اتفاقيات التسليح معها تستخدم لقتل المدنيين.
ان ذِكرَ بعض الاسرائيليين لجانب واحد من وقائع هذا العدوان، له اهداف قبيحة تصب في اتجاه تهرب “اسرائيل” من مسؤولياتها كدولة احتلال واختزال المسألة في اطار ما يجري حاليا من عدوان اسرائيلي على أهلنا في قطاع غزة فرضه نتنياهو وتحالفه القبيح.
نقول للولايات المتحدة ولغيرها من الدول المناصرة لدولة الاحتلال، لا يوجد هنا دفاع عن النفس، ولسنا هنا امام حرب متكافئة، بل عدوان من دولة تمتلك ترسانة عسكرية، تستخدم قطاع غزة كساحة اختبار من وقت لآخر.
ان حق الدفاع عن النفس وحماية الشعب الفلسطيني من هذا العدوان الذي يستهدف المدنيين والبنية التحتية في الضفة والقدس وقطاع غزة أمر يجب ان يكون ضمن اولويات المجتمع الدولي .
ويجب أخذ الأمور في سياقها الصحيح ، فما جرى في القدس في الاسبوع اول من ايار الحالي، والوحشية التي استخدمها جيش الاحتلال الاسرائيلي ودعمة وحمايته للمتطرفين الاسرائيليين الذين اعتدوا على المدنيين في القدس وفي حي الشيخ جراح الذي يتعرض لعملية تطهير عرقي واضحة تشارك فيها كافة المؤسسات الاسرائيلية بحق اناس هجروا من القدس الغربية عام 1948 ويتعرضون الآن لعملية تصفية واضحة مرة اخرى، هي واحدة من محركات هذا العدوان البشع، الذي يستهدف تحويل الانظار عن ما يجري في القدس، وكذلك التمييز العنصري بحق الفلسطينيين في اللد والرملة والناصرة وحيفا ويافا وعكا وام الفحم .
وما تعرضت وتتعرض له غزة حالياً هو مجزرة وعدوان بشع يستهدف ايقاع اكبر عدد من الضحايا وسط المدنيين وتدمير البنية التحتية بحجج قبيحة جداً، فقطاع غزة كما يعلم الجميع هو الاكثر مكان ازدحاماً بالنسبة للمساحة وعدد السكان/ حيث يسكن 2 مليون انسان مساحة لا تتجاوز 365 كيلومتراً مربعاً، وطبيعة البناء فيه تحولت منذ عام 1994 من افقية الى عمودية لتمكين البشر من مكان لائق للسكن، ومع ذلك تعرض عبر ثلاث اعتداءات متتالية لتدمير ممنهج على يد جيش الاحتلال الاسرائيلي.
ان حجم الضحايا بين المدنيين منذ بداية العدوان الحالي بلغت نحو 95 % نحو 259 شهيداً، منهم واحد في القدس و 28 في الضفة و230 في قطاع غزة؛ منهم 69 طفلاً و40 امرأة؛ وسقط اكثر من 8 آلاف جريح.
كما استهدف الاحتلال 7 بنايات سكنية منها 3 بنايات مكاتب اعلامية محلية وعربية ودولية تضم نحو 27 مكاتباً اعلامياً.
ان ذلك يعني بشكل واضح ان حكومة نتنياهو وتحالفه يسعى لايقاع اكبر عدد من المكان من الضحايا المدنيين وتتهرب من مسؤليتها بايقاع اللوم على قطاع غزة المحاصر والمنهك، وفوق كل ذلك يجري استهداف البنية التحتية والمدارس والابراج بحجج واهية لترك هذه البقعة من العالم غير صالحة للحياة والسكن كما قالوا هم واوضحت ذلك تقارير دولية.
حل الصراع سهل جدا وفي متناول اليد وعنوانه “انهاء الاحتلال”:
دعونا نتطلع لمستقبل الاجيال الفلسطينية والاسرائيلية لتعيش بأمن وسلام واستقرار ، فهل يمكن تحقيق ذلك دون انسحاب اسرائيل من حياتنا ومن ارضنا، دون حصول الشعب الفلسطيني على حقه في الاستقلال والامن والاستقرار والتنمية ؟؟.
ان المعادلة بسيطة جداً وهي حل الدولتين ، دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بدون ذلك سيتواصل هذا الصراع الى ما لانهاية، لأن بديله دولة تمييز عنصرية، دولة ابارتهايد. فهل العالم مستعد لقبول هذه الدولة.