بولندا سياسة

كيف يقوم نظام لوكاشينكو بـ استخدام المهاجرين كـ ” أداة ” لـ الضغط على بولندا والاتحاد الأوروبي !

عملية القفل"، وهي عملية تهدف إلى جلب المهاجرين إلى حدود بيلاروسيا مع دول الاتحاد الأوروبي، تهدف" إلى التسبب في أزمة سياسية مصطنعة في البلدان التي تدعم المعارضة البيلاروسية أكثر من غيرها - قال الصحفي البيلاروسي تاديوش جيكزان في مقابلة مع وكالة الأنباء البولندية

 

 

وسبق لـ الصحفي الروسي المعارض اديوش جيكزان أن كتب عدة مقالات عن تطوير الحملة التي يتم تنفيذها الآن لجلب المهاجرين إلى الحدود مع دول الاتحاد الأوروبي. ، وكما أوضح، فإن الهجرة غير الشرعية للمهاجرين إلى ليتوانيا وبولندا تدعمها اجهزة الأمن والشركات المملوكة للدولة، كما يشجعها ألياكسندر لوكاشينكو شخصيا

كانت بولندا بأكملها تتحدث عن اللاجئين على الحدود، وكان الجميع يتحدثون عما يجب فعله بشأن هذه المشكلة، لكن كان لدي انطباع بأنه لا أحد رأى جوهر هذه المشكلة، أي نشأتها ، وأردت شرحها بشكل واضح ، وتوضيح أن المسؤول هنها بشكل مباشر هو لوكاشينكو الذي قرر استخدام المهاجرين غير الشرعيين كأداة

كان لعملية نقل المهاجرين هدف مختلف

وأوضح جيكزان أن “عملية القفل” بدأت قبل 10 سنوات ، وكان لها هدف مختلف وهو إجبار الاتحاد الأوروبي على دفع ” جزية ” لـ بيلاروسيا لوقف هذه الأزمة المصطنعة .

وفي الوقت الحالي، “الهدف هو فقط خلق أزمة سياسية مصطنعة في البلدان التي تدعم المعارضة البيلاروسية أكثر من غيرها”.

“بادئ ذي بدء، كان الأمر يتعلق بليتوانيا ، لأن ليتوانيا كانت الدولة الأولى التي واجهت أزمة المهاجرين غير الشرعيين ، ولكن بعد أن قامت ليتوانيا بـ تعزيز حدودها ، اضطرت بيلاروسيا إلى إعادة توجيه هؤلاء الأشخاص العالقين في بيلاروسيا إلى لاتفيا وبولندا” – قال الصحفي .

وأضاف الصحفي أن توجيه المهاجرين نحو بولندا بدأ بعد اجبار طائرة ريان آير على الهبوط في مينسك لإعتقال الصحفي البيلاروسي المعارض رامان براتاسيويتز ، ورداً على سؤال حول ما اذا كان إجبار الطائرة على الهبوط واعقتال الصحفي البيلاروسي رتبطاً بـ “عملية القفل / نقل المهاجرين الى حدود أوروبا “، قال جيكزان إن “التحركات الأولى بدأت قبل ذلك، لذلك لا نعرف على وجه اليقين ما (…) ما الذي جعل بيلاروسيا تقرر الانتقام من بولندا وفي ليتوانيا

ربما كان الأمر يتعلق أكثر بالسلوك العام وموقف بولندا وليتوانيا لاتفيا الانتخابات الرئاسية المزيفة في بيلاروسيا ، ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالحجم، يبدو في الواقع أنه بعد ااجبار طائرة ريان أير على الهبوط في مينسك واعتقال الصحفي المعارض ، حصلت هذه العملية برمتها على الضوء الأخضر من لوكاشينكو، ومن اجهزة الأمن البيلاروسية، وبدأت بشكل جدي

شركات مملوكة للدولة تساعد في جلب المهاجرين

الحكومية البيلاروسية، والتي تتعاون مع وكالات سفر في عدد من دول الشرق الأوسط هي المسؤولة عن جلب المهاجرين إلى بيلاروسيا ، تتراوح أسعار الرحلات الأسبوعية إلى بيلاروسيا من 600 دولار إلى 1000 دولار ، بعد الوصول، يقضي المهاجرون بعض الوقت في مينسك ، قبل التوجه الى الحدود

وأكد الصحفي أن هذه هي الطريقة الأرخص والأسرع والأكثر أمانا بالنسبة للمهاجرين للوصول إ الاتحاد الأوروبي” وتقديم طلب اللجو هناك ”

وسبق أن ذهب الصحفيون البيلاروسيون والليتوانيون إلى عدد من دول الشرق الأوسط ، وتحدثوا إلى هؤلاء الأشخاص ، وفي حين كان الخيار الوحيد المتاح لهم في السابق هو السفر بالشاحنات عبر تركيا ودول البلقان، وكان هذا طريقاً خطيرًا ومكلفاً ومعقدًا للغاية، فقد فتحت بيلاروسيا الآن ببساطة أبواب يمكن من خلالها الوصول إلى الاتحاد الأوروبي بشكل مريح للغاية وبسرعة كبيرة وبتكلفة زهيدة للغاية، كما أنهم يحظون بدعم شامل من السلطات البيلاروسية”.

وأضاف: “إنهم يبقون في الفنادق لبضعة أيام بعد الوصول ، وبعدها يذهبون إلى الحدود ، بالنسبة لهم، هذا .” هو الخيار الأفضل حقا وهم يستفيدون منه

وأبلغ أيضًا أنه منذ عدة أشهر كانت هناك العديد من المجموعات باللغة العربية على فيسبوك وتيليجرام مخصصة للأشخاص الذين يخططون للهجرة إلى الاتحاد الأوروبي عبر بيلاروسيا ، وقال “إنهم يتبادلون الخبرات ويشرحون بالضبط ماذا وأين وكيف تفعل ذلك” ، وأوضح أن الموضوع انتشر في جميع أنحاء دول الشرق الأوسط ، مضيفا أنه “في هذه المرحلة في دول الشرق الأوسط ، بات من المعروف أنه إذا أراد شخص ما الوصول إلى الاتحاد الأوروبي، عليه أن يسافر الى بيلاروسيا .

وشدد أيضًا على أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى الاتحاد الأوروبي عبر بيلاروسيا “ليسوا لاجئين بل مهاجرون اقتصاديون .

 

المهاجرون مجرد أداة لنظام بيلاروسيا

 

وشهدت الأيام الأخيرة زيادة ملحوظة في أعداد المهاجرين غير الشرعيين عند الحدود البولندية – البيلاروسية ، كما أن المنطقة الحدودية بدأت تشهد حركة عدوانية من قبل بعض الأشخاص الموجودين على الحدود ، عبر الاعتداء بشكل متكرر على دوريات حرس الحدود .

 

وعادة ما يرتبط تصاعد الأحداث على الحدود بتوجيهات من أجهزة الأمن البيلاروسية التي تدير ما يحدث في المناطق الحدودية ، عبر توجيه بعض المجموعات التابعة لها بـ التصعيد ضد قوات حرس الحدود البولندية ، غير مبالية بمصير المهاجرين الموجودين في المناطق الحدودية من هذا التصعيد ، خصوصاً وأن ما يحدث يدفع السلطات البولندية إلى تشديد تشديد الرقابة على الحدود ، واتخاذ إجراءات تهدف إلى حماية ضباط الحدود الموجودين في المنطقة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى