لمحات من مؤتمر كاتوفيتسه للمناخ
بدأت محادثات توصف بأنها أهم مؤتمر تعقده الأمم المتحدة منذ إبرام اتفاق باريس المناخي التاريخي في عام 2015 في مدينة كاتوفيتسه البولندية عاصمة إقليم الفحم في البلاد.
وهدف المحادثات التي تستمر أسبوعين هو تحديد موعد نهائي بحلول نهاية العام للاتفاق على مجموعة قواعد بشأن كيفية تنفيذ تحرك عالمي للحد من ارتفاع درجة حرارة العالم.
وفيما يلي لمحات عن المناخ العام للمحادثات التي تجرى في ردهات وقاعات اجتماعات مجاورة لمركز (سبوديك) للرياضة والحفلات الموسيقية.
– الأربعاء
0800 بتوقيت جرينتش – اليوم الثاني من المحادثات الفنية لبحث أصعب القضايا المتعلقة بالاتفاق وتمهيد الطريق للاجتماع الوزاري المقرر بعد أسبوعين. وتشير المسودات التي بدأ توزيعها إلى أن مشاكل اقتسام تكلفة التغيير بين الأكثر غني والأكثر فقرا هي من أصعب القضايا.
ومن ناحية أخرى تتزايد الدلائل على حجم المشكلة مع نشر تقارير تظهر اتساع الفجوة بين الحاجة لخفض الانبعاثات وما تم إنجازه فعليا.
– دروس من المعلم
وقال ميخائيل كورتيكا الرئيس البولندي للمؤتمر إنه تلقى دروسا من لوران فابيوس الفرنسي الذي لقب “لوران فابيلوس” أي (لوران الرائع) لنجاحه في إبرام اتفاق باريس عام 2015.
وقال كورتيكا لرويترز “سألت كل أشكال الأسئلة وكان مهذبا ومؤهلا جدا في الرد على جميع الأسئلة. تحدثنا لساعتين أو ساعتين ونصف”.
وتابع “ثم وقف وأمسك بذراعي وقال: ‘أريد أن أقول لك إن كل ما أبلغتك به لن تكون له أي قيمة لأن الأمر سيكون مختلفا تماما”.
– الثلاثاء
جنون الفحم
تتزايد المخاوف من أن تفتقر أي نتيجة يتم التوصل إليها بعد المحادثات التي تستمر أسبوعين للطموح بسبب تصريحات بولندا المستمرة عن أنها تعتزم بناء المزيد من مناجم الفحم.
وقالت جريتا ثانبرج (15 عاما) التي ترفض الذهاب إلى مدرستها في السويد احتجاجا على التراخي العالمي فيما يتعلق بالمناخ إنه لا يمكن الاستمرار في بولندا وبقية العالم في التنقيب عن الفحم.
وقالت لرويترز “لا يمكننا أن نسلك طريق الجنون هذا بعد الآن… لم يعد ذلك خيارا مطروحا”.
– البرازيل تحذر من “عواقب مأساوية”
عادة ما يكون تمويل الدول الفقيرة للتكيف قضية ساخنة في محادثات الأمم المتحدة.
وأصدر جيه. أنطونيو ماركونديز كبير المفاوضين البرازيليين بيانا يدعو الدول المتقدمة للوفاء بتعهد قائم بدفع مئة مليار دولار سنويا اعتبارا من 2020 لمساعدة الدول الأفقر على التعامل مع التغير المناخي.
وقال “إذا أخرت الاقتصادات المتقدمة مدفوعاتها أكثر من ذلك ستصبح أهداف اتفاق باريس المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة بعيدة المنال وسيكون لذلك عواقب مأساوية على الناس وعلى الكوكب”.
– المركبات الكهربائية
في حين يتشاحن المفاوضون بشأن التمويل تعاونت بولندا وبريطانيا في الترويج للسيارات الكهربائية وهي مسألة قريبة إلى قلب كورتيكا رئيس المؤتمر الذي ساعد في وضع خطة لحكومة بولندا لطرح مليون مركبة كهربائية في الشوارع بحلول 2025.
وقال ماتيوش مورافيتسكي رئيس الوزراء البولندي “النقل الكهربائي” سيدعم “جودة المناخ وجودة الهواء”.
ويقول نقاد إن المركبات الكهربائية البولندية ستعتمد بدرجة كبيرة على الكهرباء المولدة من الفحم وإن البولنديين ما زالوا يعتمدون على السيارات القديمة الملوثة للبيئة المستوردة بالأساس من ألمانيا.
– سانت باربرا قديسة عمال التعدين
بدأت المفاوضات رسميا يوم الثلاثاء بعد التجمع الاحتفالي لرؤساء الدول والحكومات يوم الاثنين وتسليم الرئاسة من فيجي إلى بولندا.
وتصادف أن يكون الثلاثاء أيضا يوم القديسة باربرا قديسة عمال المناجم. وعزفت فرقة موسيقى نحاسية في السادسة صباحا بالتوقيت المحلي وهي تتجول في الشوارع. ويعد أن أيقظت سكان البلدة انضمت إلى عمال المناجم الذين ارتدوا ملابس تنكرية وقبعات من الريش بدلا من خوذات التعدين في ميدان رئيسي.
– الاثنين
– ألم التحول
قال كورتيكا البولندي الذي يرأس مؤتمر كاتوفيتسه في كلمته الافتتاحية إن كاتوفيتسه هي المكان المنطقي للاتفاق على قواعد لأسلوب التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري.
وقال إن كاتوفيتسه عاصمة إقليم سيليزيان الذي يشتهر بالتعدين “اضطرت للانتقال عدة مرات من قبل” مشيرا فيما يبدو إلى تاريخ المدينة الصعب.
وما زال اقتصادها يعتمد بالأساس على الفحم وصناعة الصلب لكنها طورت السياحة والبناء فأصبح عمال المناجم المرهقون الذين كانوا ينامون من قبل بين ورديات العمل يعيشون في شقق حديثة ويرتادون مطاعم راقية.
وفي الحكومة البولندية انتقل كورتيكا هذا العام من منصب نائب وزير الطاقة إلى نائب وزير البيئة في الوقت المناسب لتولي رئاسة المؤتمر.
الممثل أرنولد شوارزنيجر بطل كمال الأجسام وحاكم كاليفورنيا السابق قال للصحفيين إنه كان يأمل لو تمكن من استخدام الشخصية التي أدى دورها في فيلم “المدمر” (ذا ترمينيتور) لإنهاء استخدام الوقود الأحفوري.
وقال “أريد أن أصبح ’المدمر’ في الواقع وأتمكن من الانتقال عبر الزمن لأوقف (استخدام) كل الوقود الأحفوري أثناء اكتشافه. تصوروا ذلك! الشر الأكبر هو الوقود الأحفوري”.
– الوقود “الاستراتيجي”
في الوقت نفسه قال الرئيس البولندي اندريه دودا في مؤتمر صحفي آخر للصحفيين والنشطاء في مجال حماية البيئة إن احتياطيات بولندا من الفحم لن تنفد قبل 200 عام أخرى.
وقال إنه الوقود الاستراتيجي في بولندا الذي يضمن أمن الطاقة والسيادة “وسيكون من الصعب عدم استخدامه”.
– السكان المحليون متشككون
يعاني السكان المحليون منذ فترة طويلة وكثيرا ما يواجهون الأمر بالسخرية.
وقالت زوفيا أولزنسكا (66 عاما) وهي زوجة عامل مناجم سابق إن محادثات المناخ أبقتها مستيقظة أثناء الليل بسبب الصفارات التي لا تنتهي لمركبات الشرطة التي ترافق الوفود المدعوة والتي أرقت نومها.
وهي ليست متفائلة بأن تغير نتائج المؤتمر حياتها للأفضل.
وقالت لرويترز “الجميع هنا يستخدم الفحم أو القمامة في تدفئة منازلهم. في المساء لا يمكنني فتح النوافذ بسبب الرائحة. كيف يمكنهم الحديث عن البيئة هنا؟ لا
رويترز