ماكرون : فرنسا لا ترغب في إعطاء دروس لأي شخص .. لكن من المهم بالنسبة لنا احترام قيمنا ومبادئنا
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرن في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي أن بلاده تؤيد موقف المفوضية الأوروبية المعارض ” إصلاح النظام القضائي ” في بولندا .
وأضاف ماكرون بأن فرنسا لم تخفي موقفها من هذه المواضيع ، وكان هناك العديد من البيانات بهذا الخصوص من جانبي ، مؤكداً في الوقت ذاته على دعمه لـ الإجراءات الأوروبية التي تهدف الى دعم القيم الأوروبية .
وأشار ماكرون الى أنه تحدث بوضوح تام حول هذا الأمر في المحادثة مع الرئيس ورئيس الوزراء ، وأضاف أن مسألة سيادة القانون “هي موضوع أوروبي وليس موضوعًا ثنائيًا”. وأوضح “هذا موضوع أوروبي لأنه يهمنا جميعًا”.
كما قال الرئيس الفرنسي ، “ليس الأمر كما لو أن لدينا دولة واحدة تقيّم ما تفعله دولة أخرى أو تقدم دروسًا”. مؤكداً أن “فرنسا لا ترغب في إعطاء أي دروس لأي شخص”. واضاف “لكن من المهم دائما بالنسبة لنا تعزيز احترام قيمنا ومبادئنا“.
ونوه ماكرون إلى أن هذا ينطبق أيضًا على احترام المؤسسات المشتركة ، بما في ذلك المفوضية الأوروبية ومحكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا .
هذه المؤسسات هي المسؤولة عن احترام المبادئ وبدء الإجرائات والحوارت التي تضمن ذلك ، “نحن ندعمهم تمامًا وأتمنى أن يكون هذا الحوار مستدامًا وناجحًا“ – قال ماكرون –
واعترف ماكرون بوجود خلاف بين باريس ووارسو ، حيث تدعم فرنسا موقف المفوضية الأوروبية ، وأي عمل يتعين على المفوضية القيام به في هذا الصدد.
وبالإشارة إلى التغييرات التي أجرتها السلطات البولندية الحالية على الية عمل القضاء في بولندا ، أعرب رئيس الوزراء ماتيوس موراويكي عن رأي مفاده أن “بولندا ، من خلال تنفيذ إصلاح النظام القضائي ، تدافع عن القيم الأوروبية الحقيقية“.
وتطرق الجانبان – بحسب مورافيتسكي – الى عدة مواضيع أخرى مثل العلاقات المستقبلية مع بريطانيا العظمى ، والإطار المالي متعدد السنوات للإتحاد ، وتوسيع الاتحاد الأوروبي ليشمل دول غرب البلقان.
وأكد الرئيس الفرنسي في المؤتمر الصحفي الى أنه لا يمكن هناك إتفاق حول المشاريع الأوروبية الكبيرة إذا لم تعمل بولندا وفرنسا معًا ، معرباً عن رغبه في السير بهذا الإتجاه من التقارب ، ومؤكداً في الوقت ذاته على أن هذا السبب الرئيسي وراء إقتراحه بعقد قمة ثلاثية ( بولندية ، ألمانية ، فرنسية ) في الأسابيع القادمة
وأشار ماكرون إلى أن الزيارة التي يقوم بها إلى بولندا تحمل طابع خاص له لأنها تحدث بعد أيام قليلة من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
هذه الزيارة تبين أن لدينا إرادة قوية – قال ماكرون – وأضاف أن الإرادة التي نتشاطرها ، كشركاء ، كقوى أوروبية ، تتجاوز الحدود السياسية أو الجغرافية التي نشأت في أوروبا ، لإعادة إطلاق حوار يجعل أوروبا أكثر اتحادًا وأكثر سيادة.
وختم ماكرون بالقول ” أتمنى أن نتمكن من فتح صفحة جديدة ، و فصل جديد في تعاوننا ( .. ) “هذا مهم ليس لبلادنا فقط ، بل أيضًا بالنسبة لأوروبا كلها ”
وبدوره قال وصف مورافيتسكي الزيارة التي يقوم بها ماكرون الى بولندا بأنها أيجابية جداً ، مشيراً الى أنها بالتأكيد ستفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين .
كما أكد مورافيتسكي على أهمية الإقتراح الفرنسي بعقد القمة الثلاثية بين بولندا وألمانيا وفرنسا ، خصوصاً وأن التعداد السكاني لهذه الدول ( بعد خروج بريطانيا من الإتحاد ) يُشكل 42 في المئة من تعداد سكان الاتحاد الأوروبي بأكمله .
وأضاف مورافيتسكي أن الدول الثلاث تفكر بطريقة مماثلة في العديد من المجالات ، بما في ذلك في تعزيز الصناعات الأوروبية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وقع يوم أمس مع رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إعلان تعاون بولندي فرنسي في مجال السياسة الأوروبية