محطة إذاعية في كراكوف تستبدل موظفيها البشر بالذكاء الاصطناعي
أعلنت إذاعة كراكوف، وهي هيئة إذاعية مملوكة للدولة تعمل في ثاني أكبر مدينة في بولندا، يوم الاثنين عن اطلاقها “أول محطة إذاعية في بولندا يتم إنشاؤها بالكامل تقريبًا بواسطة الذكاء الاصطناعي”.
وسيتم تقديم برامجها من خلال ثلاث شخصيات ذكاء اصطناعي، ولكل منها شخصية محددة ومجموعة من الاهتمامات وحتى صور يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
إحدى الشخصيات تدعى جاكوب “كوبا” ، وهو “شاب يبلغ من العمر 22 عامًا يدرس الهندسة الصوتية، ويبحث عن أحدث الأخبار في مجال إنتاج الصوت والحلول التكنولوجية الجديدة”.
وهناك أخرى تدعى إميليا “إيمي” ، وهي “طالبة صحافة تبلغ من العمر 20 عامًا وخبيرة في الثقافة الشعبية، تتابع بشغف أحدث الاتجاهات في عالم السينما والموسيقى والموضة”.
والثالث، ويُدعى أليكس زولك، “يشارك اجتماعيًا في مواضيع تتعلق بالهوية والثقافة المثلية وتأثير وسائل الإعلام على المجتمع”.
وقالت إذاعة كراكوف إن الشخصيات الثلاث كانت تهدف إلى أن تكون “ممثلين نموذجيين لجيل Z”، وهي مجموعة ديموغرافية ولدت بين منتصف التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
تستهدف القناة التي يقدمونها تحت اسم OFF Radio Kraków الآن جمهورًا أصغر سنًا. يتم إنشاء قوائم تشغيل الموسيقى باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي (على الرغم من الإشراف عليها من قبل مخرج بشري).
وتؤكد المحطة أن الفكرة “تجريبية” و”سيتم تطويرها وإثراؤها تدريجيًا بعناصر جديدة”. كما قالت إنها تريد من المشروع إثارة نقاش حول استخدام الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك ما إذا كان “فرصة أم تهديدًا لوسائل الإعلام”.
ومع ذلك، تعرض القرار لانتقادات من قبل الموظفين الذين عملوا سابقًا في إذاعة OFF Radio Kraków ولكن تم إنهاء عقودهم في نهاية أغسطس من هذا العام لإفساح المجال لتجربة الذكاء الاصطناعي الجديدة.
وقد أطلق أحدهم، وهو ماتيوش ديمسكي، مقدم برنامج على القناة سابقًا، عريضة تلفت الانتباه إلى حقيقة مفادها أن حوالي اثني عشر شخصًا فقدوا وظائفهم، وبعضهم عمل هناك لمدة تقرب من عقد من الزمان. وقد وقع على العريضة أكثر من 8200 شخص .
وكتب ديمسكي: “إن هذا يشكل سابقة خطيرة… بالنسبة للصناعة بأكملها. نحن ندرك أن أنظمة الذكاء الاصطناعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية. لكننا نعتقد أن وسائل الإعلام من صنع البشر”.
وردًا على هذه الانتقادات، أصدر رئيس تحرير راديو كراكوف، مارتسين بوليت، بيانًا زعم فيه أنه “لم يتم فصل أي موظف”. وبدلاً من ذلك، “تم إنهاء اتفاقيات التعاون … [مع] المتعاونين الخارجيين”.
وعلاوة على ذلك، كتب بوليت، أن هذا القرار تم اتخاذه بعد تقييم لإذاعة OFF Radio Kraków والذي وجد أنها لديها “نطاق استماع قريب من الصفر” في حين يتداخل محتواها أيضًا مع القنوات الأخرى للمحطة.
وبناء على ذلك، تقرر إعادة إطلاق OFF لجذب المستمعين الأصغر سنا، وخلال تلك العملية تم طرح فكرة تجربة الذكاء الاصطناعي.
