بولندا سياسة

مع انتصارها بالحرب.. فرضت بولندا اتفاقية سلام على موسكو

اتفاقية سلام ريغا أثارت بالسنوات التالية حالة من التوتر الدبلوماسي بين موسكو ووارسو

بعد أكثر من قرن على اقتسامها بين الإمبراطوريات الروسية والألمانية والنمساوية المجرية، ظهرت بولندا مجددا على الخارطة الأوروبية عقب الحرب العالمية الأولى بناء على قرار صادر من القوى المنتصرة. وقد أكدت معاهدة فرساي (Versailles) التي وقعت خلال شهر حزيران/يونيو 1919 استقلال بولندا التي سرعان ما واجهت الخطر السوفيتي شرقا.

فخلال تلك الفترة، اختلف البلشفيون مع البولنديين حول ترسيم الحدود، فضلا عن ذلك، فضّل لينين إرساء نظام شيوعي ببولندا لجعلها تحت نفوذ موسكو.

وما بين عامي 1918 و1921، غاصت المنطقة بحرب طاحنة بين بولندا وروسيا البلشفية انتهت بتوقيع معاهدة ريغا (Riga) بلاتفيا (Latvia).

الحرب الروسية البولندية

عقب الهزيمة الألمانية، استعادت روسيا البلشفية جانبا هاما من الأراضي التي خسرتها عام 1917 عقب خروجها من الحرب العالمية الأولى. وأثناء تقدمها، بلغت قوات روسيا البلشفية نهر بوغ (Bug) مثيرة بذلك قلق الدول المنتصرة التي أقرت عقب مؤتمر فرساي قيام جمهورية بولندا على أنقاض الإمبراطوريات الروسية والألمانية والنمساوية المجرية.

أمام هذا الوضع، اتجه البولندي، وقائد الدولة البولندية، جوزيف بيوسودسكي (Józef Piłsudski) لمواجهة الروس عسكريا لإجبارهم على الخروج من المناطق التي أكدت بولندا ملكيتها لها. ومع بداية هذا النزاع، نجح البولنديون في طرد الروس البلشفيين الذين تراجعوا نحو الأراضي الأوكرانية. فضلا عن ذلك، حققت قوات بيوسودسكي تقدما مذهلا تمكنت خلاله من بلوغ العاصمة الأوكرانية كييف.

بحلول العام 1920، شن الروس هجوما مضادا كبّدوا من خلاله البولنديين خسائر جسيمة. وخوفا على استقلال بلاده، طلب الجنرال بيوسودسكي من الفرنسيين والبريطانيين دعمه لمواجهة الجيش الأحمر البلشفي على الحدود الشرقية.

وتلبية لنداء بيوسودسكي، أرسلت فرنسا قوة عسكرية، بقيادة الجنرال مكسيم ويغاند (Maxime Weygand) وزميله شارل ديغول، لمقارعة الروس. وفي الأثناء، شن الجيش الأحمر، بقيادة المارشال ميخائيل توخاتشيفسكي (Mikhail Tukhachevsky)، هجوما سريعا بلغ بفضله العاصمة البولندية وارسو. ولحسن حظهم، نجح البولنديون مرة أخرى في طرد البلشفيين الذين قبلوا بالجلوس لطاولة المفاوضات لإنهاء النزاع مع بولندا.

معاهدة تسببت في توتر دبلوماسي

بمعاهدة سلام ريغا الموقعة يوم 18 آذار/مارس 1921، استغل البولنديون نجاحاتهم العسكرية الأخيرة ليدفعوا بحدودهم الشرقية بعيدا عن خط كورزون (Curzon) الذي وضعه سابقا المنتصرون بالحرب العالمية الأولى. وقد أثارت هذه الخطوة غضب المفاوضين الروس الذين أجبروا على القبول بالشروط البولندية لإنهاء الحرب. وبالسنوات التالية، تسببت معاهدة ريغا في زيادة حدة التوتر الدبلوماسي بين بولندا والاتحاد السوفيتي. من ناحية أخرى، تواجدت الحدود البولندية السوفيتية الجديدة بمواقع وعرة وطويلة صعّبت على الجيش البولندي عملية الدفاع عنها ضد غزو سوفيتي محتمل.

وقد ظلت معاهدة ريغا فاعلة لحدود منتصف أيلول/سبتمبر 1939. فعقب إبرام اتفاقية عدم الاعتداء الألمانية السوفيتية خلال شهر آب/أغسطس من نفس العام، غزا الجيش السوفيتي القسم الشرقي من بولندا. و بـ مؤتمرات الحلفاء بكل من طهران ويالطا وبوتسدام خلال الحرب العالمية الثانية، ضغط القائد السوفيتي جوزيف ستالين على حلفائه ليحصل على حدود جديدة، تخدم مصالح الاتحاد السوفيتي، مع بولندا.

العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم