دولي

منظمة الصحة العالمية تحذّر من أن أكثر من نصف الأوروبيين يمكن أن يصابوا بأوميكرون في غضون شهرين

حذّرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء من أن أكثر من نصف الأوروبيين يمكن أن يصابوا بالمتحورة أوميكرون من فيروس كورونا في غضون شهرين نظرا إلى “الطفرة الحالية” في الإصابات بعد عامين تماما على تسجيل الصين رسميا أول وفاة على صلة بالفيروس.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغه خلال مؤتمر صحافي إنه “بهذه الوتيرة يتوقع +معهد القياسات الصحية والتقييم+ أن يصاب أكثر من 50 بالمئة من سكان المنطقة بأوميكرون في غضون ستة إلى ثمانية أسابيع”.

واعتبر أن هذه المتحوّرة السريعة التفشي تظهر متغيرات “تتيح لها الالتصاق بسهولة أكبر بالخلايا البشرية، ويمكن أن تصيب حتى الأشخاص الذين سبق أن أصيبوا أو تلقوا اللقاح”.

والإثنين أعلنت شركة فايزر أن لقاحها المضاد للمتحورة أوميكرون يمكن أن يصبح متاحا في آذار/مارس.

وأوقعت الجائحة نحو 5,5 ملايين وفاة وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية، علما بأن منظمة الصحة العالمية تعتبر أن الحصيلة الفعلية قد تكون أكبر بضعفين أو ثلاثة أضعاف.

وتم تسجيل أولى الإصابات بفيروس كورونا المستجد في نهاية العام 2019 في الصين، وفي 11 كانون الثاني/يناير أعلنت بكين رسميا تسجيل أول وفاة من جراء التهاب رئوي لا نمطي أطلقت عليه لاحقا تسمية كوفيد-19، وذلك في مدينة ووهان في وسط البلاد.

وبعدما رصدت بؤرا وبائية عدة أغلقت الصين عددا كبيرا من مدنها الكبرى.

ومساء الإثنين أمرت مدينة أنيانغ الواقعة في مقاطعة خنان سكانها البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة بالبقاء في منازلهم وحظرت سير المركبات الخاصة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الصينية.

وأضافت الوكالة الرسمية أنه تم إغلاق المتاجر غير الأساسية و إطلاق حملة فحص عامة “لمنع انتشار المتحورة أوميكرون”.

وسجلت المدينة 84 إصابة منذ السبت، بينها حالتان على الأقل من المتحورة الجديدة، على علاقة ببؤرة تيانجين (شمال).

ومنعت هذه المدينة المتاخمة لبكين الأحد سكانها الذين يصل عددهم تقريبًا إلى 14 مليون شخص من مغادرة حدودها المحلية.

وهذه المدينة هي الثالثة التي يُفرض على سكانها ملازمة منازلهم.

ومنذ ظهور الوباء، تجاوزت الحصيلة الرسمية 100 ألف إصابة بقليل منها 4636 حالة وفاة.

وتنتهج الصين منذ العام الماضي استراتيجية “صفر كوفيد” تتمثل في بذل قصارى جهدها للحد قدر الإمكان من حدوث إصابات جديدة لا تتجاوز بشكل عام بضع عشرات يوميا.

ويهدد هذه الاستراتيجية رصد بؤر جديدة في مدينة شيآن، هي الأسوأ من حيث عدد الاصابات منذ ربيع عام 2020 ، وظهور المتحورة اوميكرون.

والسلطات الصينية في حالة تأهب مع قرب موعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية (من الرابع لغاية 20 شباط/فبراير).

وخنان محاذية لمقاطعة خبي التي ستستضيف قسما من فاعليات هذه الدورة.

وتخضع مدن عدة لقيود صحية صارمة، ولكن باستثناء أنيانغ وشيآن، لا يوجد سوى مدينة واحدة في اقليم خنان تفرض الحجر في المنزل وهي يوتشو (مليون نسمة).

وشددت مدينة تشنغتشو، عاصمة مقاطعة خنان، التدابير المفروضة على سكانها البالغ عددهم 13 مليون نسمة، بعد رصد مئة اصابة، حيث اغلقت المدارس والمحال التجارية غير الأساسية.

في شنجن (جنوب)، المتاخمة لهونغ كونغ، فرض حجر صحي على بعض المجمعات السكنية وأطلقت حملة فحص عامة بعد الابلاغ عن عدد قليل من الاصابات.

كذلك شددت هونغ كونغ القيود المفروضة وأغلقت دور الحضانة والمدارس الابتدائية حتى مطلع شباط/فبراير.

ومددت اليابان حتى نهاية شباط/فبراير القيود التي تحظر دخول غالبية الرعايا الأجانب إلى أراضيها، وستعيد فتح مراكز التلقيح الكبرى.

“غاضبون نوعا ما”
في دول عدة يسود تشكيك واسع النطاق ومعارضة، أحيانا عنيفة، للتلقيح الذي يعتبره الخبراء أنجع وسيلة لمكافحة الوباء.

والأسبوع الماضي ألغت السلطات الأسترالية تأشيرة دخول بطل كرة المضرب الصربي نوفاك ديوكوفيتش بسبب عدم تلقيه اللقاح. لكن على الرغم من صدور حكم قضائي نقض قرار الحكومة يسود استياء ضد اللاعب في البلاد.

وقال هاريسون دينيكولو (22 عاما) وهو من مشجعي ديوكوفيتش “أتصور أن بعض الأشخاص قد يكونون غاضبين نوعا ما”، لكنه شدد على وجوب السماح للبطل الصربي بخوض منافسات بطولة أستراليا المفتوحة، علما بأن هذه القرار لا يزال معلقا.

في إيطاليا حضّ رئيس الوزراء ماريو دراغي المواطنين على تلقي اللقاح.

والإثنين فرضت قيود جديدة ولم يعد بإمكان غير الملقّحين ضد كوفيد-19 ارتياد المطاعم أو الفنادق أو قاعات الرياضة أو الحانات أو استقلال وسائل النقل المشترك.

وقال دراغي إن “غالبية المشاكل التي تواجهنا حاليا متأتية عن أشخاص لم يتلقوا اللقاح”.

والثلاثاء تخطت بولندا التي تسجل معدلات تلقيح من الأدنى في أوروبا، عتبة مئة ألف وفاة من جراء فيروس كورونا، وفق السلطات.

ويواجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون احتمال فتح تحقيق بشأنه لدى الشرطة على خلفية حفلة أقيمت في حديقة مقر رئاسة الحكومة في أيار/مايو 2020 حينما كان الإغلاق مفروضا في البلاد.

وإزاء تسارع تفشي الوباء عالميا، تجد الحكومات نفسها مجددا أمام خيار من اثنين: إما المضي قدما في تشديد القيود الصحية وإما حماية الانتعاش الاقتصادي.

والإثنين أعلنت فرنسا أن القيود المفروضة لاحتواء كوفيد-19 في المدارس ستخفف.

وكانت الطفرة الحالية (نحو 270 ألف إصابة يوميا مدى الأيام السبعة الأخيرة، و281 وفاة الإثنين) التي نسبت إلى المتحوّرة أوميكرون، قد أدت إلى إغلاق آلاف الصفوف وأثارت قلق الأهالي والمعلمين.

واعتبارا من الثلاثاء سيعفى الأهالي من مفاعيل قرار كان يفرض عليهم إخضاع ولدهم فورا لفحص كشف الاصابة بكوفيد-19 في حال خالط مصابا.

© 2022 AFP

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم