بولندا سياسة

ألمانيا تدفن رأسها في الرمال تهرباً من قضية دفع التعويضات لبولندا

اتهم رئيس اللجنة البرلمانية البولندية لشؤون تعويضات الحرب، أركاديوش مولارتشيك، ألمانيا بالتهرب من دفع تعويضات لبلاده عن خسائر تكبدتها في حقبة الحرب العالمية الثانية.

وبحسب البرلماني، فإن “ألمانيا، وعلى مدار 70 عاما، تدفن رأسها في الرمال عندما يدور الحديث” عن قضية دفع التعويضات. وأوضح أن بولندا تعيد حاليا تقدير حجم الأضرار وخسائر الحرب التي ألحقت بها في الفترة ما بين 1939 و1945. وأشار مولارتشيك إلى أن المبلغ الذي يتعين على برلين دفعه، وفقا لتقديرات عام 1947، يقدّر بنحو 850 مليار دولار أمريكي.

يذكر أن رئيسة الوزراء البولندية السابقة، بياتا شيدلو، أيدت سابقا هذه المطالب، أما رئيس حزب “الحق والعدل” الحاكم، ياروسلاف كاتشينسكين، فزعم، في سبتمبر 2017، أن ألمانيا “لا تملك أسبابا قانونية” لرفض قبول الطلب البولندي.

وسبق أن تحدث مولارتشيك عن ضرورة مطالبة موسكو بدفع تعويضات لبلاده عن “الأضرار” التي ألحقتها ببولندا جراء الحرب السوفيتية البولندية عام 1920-1921. فيما زعم ممثلو كتلة الحزب الحاكم في البرلمان أن على موسكو دفع مبلغ 30 مليون روبل ذهبا بموجب اتفاق وضع حدا لهذه الحرب بين بولندا وروسيا السوفيتية في 1921.

وأكد مسؤولون روس مرارا بطلان المطالب البولندية، فيما ذكر الناطق الرسمي باسم الحكومة الألمانية أن بلاده قد تحملت مسؤوليتها عن “الجرائم البشعة” المرتكبة خلال حقبة الحرب من قبل النظام النازي ودفعت تعويضات كبيرة، بما فيها تعويضات لبولندا.

وفي إشارة إلى تنازل وارسو رسميا عن حقها في التعويضات، في العام 1953، قال الدبلوماسي الألماني إن حكومته لا ترى أساسا أو جدوى قانونية لوضع قرار بولندا هذا موضع الشك.

جدير بالذكر أن الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وبريطانيا اتفقت، أثناء مؤتمر بوتسدام في 1945، على أن تتلقى بولندا تعويضات من حصة الاتحاد السوفيتي الواردة من أراضي ألمانيا الشرقية. وفي 1953، توصلت موسكو ووارسو إلى اتفاق جديد تنازل بموجبه الطرفان عن حقهما في الحصول على تعويضات من ألمانيا الشرقية (الاشتراكية).

واعتبر خبراء أن سبب المطالب البولندية هو بدء الاتحاد الأوروبي إجراء خاص ضد وارسو، على خلفية عدم إيفائها بالالتزامات التي التزمت بها أثناء انضمامها إلى الاتحاد، بما في ذلك ما يتعلق بتطبيق معايير الديمقراطية في أداء المحاكم.

وفي حديث لـRT، عزا مدير مركز المعلومات الأوروبية بموسكو، نيقولاي توبورنين، تحرك وارسو يعود لشعورها بقرب تقلص الإنفاق الآتي من بروكسل، بعد مغادرة بريطانيا صفوف الاتحاد الأوروبي، والحديث يدور بالتالي عن محاولة بولندا “تغطية” خسائرها المستقبلية.

من جانبه، أعرب أستاذ الأكاديمية الدبلوماسية الروسية، ليف كليباتسكي، في حديث لـRT، عن قناعته بأن وارسو لن تحصل من ألمانيا على التعويضات المذكورة، أما إصرار وارسو الراهن على مطالبتها فلن يقود سوى إلى تأزم علاقاتها مع برلين.

المصدر: RT

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم