بولندا سياسة

“أوروبا بحاجة إلى الشجاعة”… دكتوراه، نزهة شعبية، وكلمات قوية من روبيرتا ميتسولا في بولندا

خلال زيارتها إلى بولندا، لم تكتفِ رئيسة البرلمان الأوروبي روبيرتا ميتسولا بلقاء رئيس الوزراء دونالد توسك واستلام درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة وودج التقنية، بل أطلقت أيضًا دعوة صريحة إلى أوروبا للتحلي بالشجاعة والوحدة في مواجهة تحديات العصر الحديث. كلمتها "لا تخافوا"، التي استوحتها من البابا يوحنا بولس الثاني، لاقت صدىً خاصًا في مدينة وودج فيما عبّرت المشاركة الجماعية القياسية في أداء "أنشودة الفرح" عن أوروبا عندما تكون فعلًا مجتمعًا متماسكًا.

 

لقاء مع توسك وتقييم الرئاسة البولندية لمجلس الاتحاد الأوروبي

في العاصمة وارسو، التقت ميتسولا برئيس الوزراء توسك، مشيدةً بقيادة بولندا خلال رئاستها الحالية لمجلس الاتحاد الأوروبي، والتي تنتهي في 30 يونيو، ومؤكدة أنها “كانت قيادة مليئة بالقوة والشجاعة”.

تكريم أكاديمي في وودج

في إطار احتفالات الذكرى الثمانين لتأسيس جامعة وودج التقنية، منحت الجامعة الدكتوراه الفخرية لميتسولا، ووصفتها في خطاب التكريم بأنها “مدافعة عن الوحدة، ومتحمسة للاتحاد الأوروبي، وإحدى أهم السياسيات المعاصرات”.
وفي كلمتها، شددت على أهمية القيم التي شكلت جيلها قائلة: “أوروبا بحاجة إلى الشجاعة لفهم قوة كلمات شكلت جيلي: لا تخافوا “.

تحذير من التهديدات

أشارت ميتسولا إلى التحديات الكبرى التي تواجهها أوروبا، مثل الحرب في أوكرانيا، واعتبرت الغزو الروسي “هجومًا على الجميع، على قيمنا، وعلى مفاهيم السيادة والديمقراطية والحرية”.
كما تطرقت إلى الوضع في الشرق الأوسط، مستشهدة بكلمة الملك عبد الله الثاني في ستراسبورغ، والتي دعا فيها إلى العودة إلى الأسس الأخلاقية. وأكدت ميتسولا: “إيران لا يجب أن تمتلك سلاحًا نوويًا، لأنه يشكل تهديدًا ليس فقط للمنطقة بل للعالم كله”.

دعوة للوحدة والثقة

أعلنت ميتسولا عن زيارتها المرتقبة إلى الإمارات لإجراء محادثات سلام، مؤكدة أن شعوب العالم تنظر إلى أوروبا منتظرةً منها الوضوح والمسؤولية.
وقالت: “وحدة أوروبا لا تعني فقط المؤسسات في بروكسل وستراسبورغ، بل المواطنين، والعائلات، ورواد الأعمال، والطلاب”.

بولندا كنموذج نجاح أوروبي

أشادت ميتسولا ببولندا واصفةً إياها بأنها “إحدى أنجح تجارب الاتحاد الأوروبي”، إذ تمتلك اقتصادًا ديناميكيًا وديمقراطية قوية، مشيرة إلى أن بولندا أظهرت أن أوروبا يمكن أن تكون شريكًا حقيقيًا للناس.

الاستثمار في البشر والمعرفة

في خطابها بجامعة وودج أكدت على أهمية الاستثمار في الشباب والتعليم، لأن “قوة أوروبا الحقيقية ليست في ما تفعله، بل فيما تعرفه” ، وقالت إن ازدهار أوروبا يعتمد على أمنها، مشيدة بدور بولندا في زيادة الإنفاق الدفاعي.

أداء قياسي لـ “أنشودة الفرح”

اختُتمت زيارة ميتسولا بمشاركتها في البيكنيك الأوروبي الكبير في وودج حيث غنّت مع 229 مشاركًا “أنشودة الفرح”، النشيد الرسمي للاتحاد الأوروبي، مما سُجّل كرقم قياسي في بولندا.
“هذا الأداء المشترك أظهر المعنى الحقيقي للمجتمع، وكيف يبدو صوت أوروبا عندما تكون في أفضل حالاتها” – قالت
رغم محاولة بعض الأفراد من اليمين المتطرف التشويش على الحدث، فقد بقي الهدف واضحًا: الترويج للقيم الأوروبية، ودعم مبادرات إعادة الإعمار في المنطقة.

ميتسولا… وجه الوحدة الأوروبية

ولدت روبيرتا ميتسولا في مالطا، حيث كانت أوروبا تمثل لها دائمًا رمزًا للأمل والفرص. أصبحت عضوًا في البرلمان الأوروبي عام 2013، وفي 2022 أصبحت أصغر رئيسة في تاريخه، وأُعيد انتخابها في 2024 بأغلبية كبيرة.
سبق تكريمها بالدكتوراه الفخرية من جامعتي لشبونة وكييف.
كلماتها في بولندا كانت رسالة واضحة: رغم التحديات، يمكن لأوروبا أن تكون مجتمعًا للشجاعة، للسلام، وللمسؤولية المشتركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم