مقالات الرأي

إذا انعكست الظروف .. هل ستقبل الدولة الإسلامية “المهاجرين” من بولندا ؟!

سيطرت قضية الهجرة على الخطاب السياسي في بولندا منذ بدء أزمة الهجرة في عام 2015 ، ورفضت السلطات البولندية الوفاء بالتزاماتها بقبول حصتها من اللاجئين باعتبارها دولة عضوة بالأتحاد الأوروبي، مخالفة قرار المفوضية الأوروبية القاضي بضرورة استقبال كافة دول الاتحاد نسبا من المهاجرين من أجل تخفيف الضغط عن اليونان وإيطاليا , ولكن انهارت خطة توزيع “المهاجرين” ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المعارضة القوية من دول فيسيجراد .

تقف بولندا اليوم بمواجهة الاتحاد الأوروبي، متمسكة بقرارها عدم استقبال لاجئين أو مهاجرين من الشرق الأوسط أو أفريقيا، وعزى زعيم حزب القانون والعدالة ، Jaroslaw Kaczynski ، رفض حكومته قبول المهاجرين من دول اسلامية إلى ” أنهم سوف يجلبون الطفيليات والأمراض للمواطنين” ، وذلك اضافة إلى ماتتناقله وسائل الاعلام بأن المهاجرين من الدول الإسلامية مرتبطين بـ “الإرهاب” وهذا مايظهر جلياً في خطابات القادة الشعبويين.

عند النظر إلى المهاجرين في بولندا نجد أن بولندا تستقبل عدداً كبيراُ من المهاجرين من روسيا البيضاء وأوكرانيا ، و تشير التقديرات إلى أن حوالي 200 ألف الأوكراني لديهم تصريح إقامة دائمة في بولندا، بالإضافة إلى ذلك ، حصل حوالي 1.8 مليون عامل أوكراني الجنسية على تصاريح عمل مؤقتة في عام 2018 ، على الرغم من أن معظم الأوكرانيين في بولندا موجودون لأسباب اقتصادية بحتة ، فغالبًا ما تعتبر السلطات البولندية جزءًا من السكان الأوكرانيين في بولندا كلاجئين من الحرب المستمرة في شرق أوكرانيا.

و بشكل عام ، يبدو قلق بولندا بشأن الهجرة من خارج أوروبا ، للوهلة الأولى ، أمر “غير عقلاني” ، حيث لا يوجد فعليًا دول إسلامية بالقرب من دول مجموعة فيسيجراد ، وبالتالي لا يتمتع سكان هذه الدول بتجربة العيش بجوار المسلمين.

يقدم إيفان كراستيف وستيفن هولمز في كتابهما “النور الذي فشل” حجة قوية للسبب وراء هذا القلق. يدعي المؤلفون أن هذه المخاوف ناجمة عن هجرة المواطنين من أوروبا الشرقية لأسباب عديدة ، بالتزامن مع شيخوخة السكان وانخفاض معدلات المواليد وهذه الأسباب مجتمعة ، يمكن أن تؤدي إلى انخفاض نسبة نمو السكان ، وضرورة دخول عمال جدد إلى سوق العمل.

وبالتالي فإن هذه الهجرة الجديدة ستؤدي ، وفقًا للأصوات المحافظة ، إلى استبدال الأعراق التقليدية بالأشخاص الوافدين وفقدان الهوية .

وهكذا فإن الحكومات الشعبوية تنشر المخاوف بشكل مسبق عن المهاجرين المسلمين “الأسطوريين” الذين لا وجود لهم ، والذين يقومون أيضاً “بسرقة الوظائف” في البلاد.

ولكن عند التفكير جدياً بالأوضاع و الأحداث العالمية الراهنة ومنها “تغير المناخ” هل من الممكن أن تنقلب الامور على المدى الطويل اذا ربطنا “تغير المناخ بالهجرة مثلا”،ونرى مايسموا بـ “مهاجرين المناخ” يهاجرون إلى آسيا والشرق الاوسط مايسمى حقيقة واقعة !

على سبيل المثال ، حتى الآن ، يمكن أن تكون مسألة توفر المياه والأراضي الزراعية الخصبه ، في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا ، أمر يساهم في الصراع والهجرة اللاحقة من أوروبا إلى الدول الإسلامية ، وعندها كيف ستتعامل دول الشرق الأوسط مع اللاجئين من “أوروبا”؟! وهل ستكون الأسباب “المناخية “سبباً كافياً لقبول طلب اللجوء ؟!.

بقلم : Hanadi Mohamed

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى