إطلاق سفينة تجسس للبحرية البولندية: “عيون وآذان البحرية”
تتواصل عملية إعادة بناء القوات البحرية البولندية، حيث جرت مراسم تعميد وإطلاق السفينة ORP Jerzy Różycki، وهي الأولى من بين سفينتين مخصصتين للاستطلاع الإلكتروني، في حوض بناء السفن Remontowa Shipbuilding S.A. في مدينة غدانسك، ضمن برنامج "دلفين".

مشاركة رفيعة المستوى
شهد الحفل حضور مسؤولين من وزارتي الدفاع في بولندا والسويد، ورئيس مكتب الأمن القومي الجنرال داريوش أوكوفسكي، ونائب وزير الدفاع بافاو بييدا، إلى جانب سياسيين ومسؤولين محليين.
وفي رسالة قرأها نائب الوزير، أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع فواديسواف كوسينياك-كاميش أن إطلاق أول سفينة استطلاع إلكتروني يقرب بولندا من اكتساب قدرات جديدة لجمع المعلومات عن الخصوم والتهديدات المحتملة من البحر.
بحر البلطيق منطقة استراتيجية
قال الوزير في رسالته: “بدون الوعي بالوضع، لا يمكن التخطيط أو العمل بفعالية. ستكون سفينة ORP Jerzy Różycki، إلى جانب ORP Henryk Zygalski، ذات أهمية حيوية ليس فقط لبولندا، ولكن أيضًا لحلفائنا”.
وشدد على أن بحر البلطيق منطقة ذات أهمية استراتيجية لبولندا، ولذلك فإن وزارة الدفاع تبذل جهدًا كبيرًا لتعزيز مكانة البلاد هناك، مضيفًا أن تحديث البحرية البولندية هو عملية أساسية، تتجلى في هذه المراسم، وكذلك في مشاريع أخرى مثل سفن “مييتشنيك” الحربية.
بولندا قوة أمنية في المنطقة
أشار كوسينياك-كاميش إلى أن بولندا تقود سياسة الأمن في أوروبا ومنطقة البلطيق، ليس فقط لكونها دولة حدودية في الخطوط الأمامية، ولكن أيضًا لكونها اقتصادًا عصريًا يدعم عمل الناتو بكفاءة في المنطقة.
أهمية كشف التهديدات المبكرة
من جانبه، قال نائب الأدميرال ياروسواف زيميانسكي إن السفينة ORP Jerzy Różycki، إلى جانب نظيرتها ORP Henryk Zygalski، ستنضم إلى الأسطول الثالث بعد الانتهاء من البناء وإجراء الاختبارات المينائية والبحرية.
وأشار إلى أن هذه السفن، إضافة إلى كاسحات الألغام الحديثة من طراز “كورموران”، تُعد دليلاً على قدرات بولندا الوطنية في بناء السفن العسكرية.
وأضاف: “ستمتلك البحرية من خلال هذه السفن معلومات حيوية تسمح بكشف العلامات المبكرة للتهديدات التي تمس أمن الدولة”.
وتابع: “البحرية تتطلع بأمل كبير إلى السفن الجديدة التي ستدخل الخدمة خلال السنوات القادمة لتحل محل الوحدات القديمة”.
موعد دخول الخدمة
من المخطط أن تدخل السفينة الأولى الخدمة بحلول ديسمبر 2026، والثانية بحلول يونيو 2027.
ستُجهّز السفن بأنظمة استطلاع إشارات بحرية إلكترونية (SIGINT)، وهي بمثابة “عيون وآذان” البحرية.
ستتمركز السفينتان في ميناء البحرية العسكرية في غدينيا.
اسم يحمل رمزية وطنية
أُطلق على السفينة التي تم تعميدها يوم 1 يوليو اسم Jerzy Różycki، تكريمًا لعالم الرياضيات وعالم الشفرات، وعضو فريق فك شيفرة آلة إنجما الألمانية، إلى جانب ماريان رييفسكي وهنريك زيغاليسكي، خلال فترة ما بين الحربين.