البولنديون لا يتبعون التعليمات .. أولى حالات الوفاة بعد العودة من المناطق الاستوائية !
لا يزال البولنديون يستهينون بالمخاطر الصحية المرتبطة بالسفر إلى الدول الاستوائية – يحذّر الخبراء من أن ذلك "لعبٌ بمصيرهم " ، فغياب اللقاحات الوقائية وعدم تناول أدوية الوقاية من الملاريا قد يؤدي إلى عواقب مأساوية. وقد تم تسجيل أولى حالات الوفاة.

السفر دون استعداد كافٍ
يتوجه عدد متزايد من الأشخاص إلى المناطق الاستوائية دون استعداد مناسب. وتشير البيانات التي جُمعت بين عامي 2021 و2023 من أكثر من 600 مسافر إلى أن نصفهم فقط تلقوا اللقاحات الوقائية الموصى بها. والأسوأ من ذلك أن 12٪ فقط تناولوا أدوية الوقاية ضد الملاريا. علماً أن أمراضاً مثل الملاريا، التيفوئيد، والحمى الصفراء لا تزال منتشرة في دول سياحية شهيرة مثل: تايلاند، الهند، المكسيك، البرازيل، تنزانيا، ومدغشقر.
“إنه لعب بالمصير”، بحسب ما تؤكد الدكتورة آنا بوغاكا، أخصائية الطب البحري والاستوائي من جامعة غدانسك الطبية.
وتضيف: “كنت أظن أن المشاركين في مثل هذه الرحلات هم من الأشخاص الواعين بالمخاطر الصحية للسفر إلى دول استوائية، لكن للأسف حتى الرحالة المتمرسين، والبحارة، ومتسلقي الجبال، وعشاق الترحال لا يمتلكون دائماً المعرفة الأساسية حول الأمراض الاستوائية وكيفية الوقاية منها”.
عواقب مميتة لرحلات غير محسوبة
في الآونة الأخيرة، راجع شخصان عائدان من زنجبار الطبيب بعد ظهور حمى لديهما ، تبيّن لاحقاً أنهما مصابان بالملاريا، لكن لم تُشخّص الحالة في الوقت المناسب، ما أدى إلى وفاتهما – وفق ما أكده البروفيسور ماتشي جيبك، عالم طفيليات استوائية من جامعة غدانسك ، وأضاف أن هذه ليست الحالتين الوحيدتين في بولندا.
“الملاريا ما تزال واحدة من أخطر الأمراض المعدية في العالم، وتتسبب بحوالي 500 ألف وفاة سنوياً”، تؤكد الدكتورة بوغاكا.
“كثير من المسافرين يخافون من الأعراض الجانبية للأدوية الوقائية، بينما لم تُسجل أي حالة وفاة بسبب هذه الأدوية، في حين توفي كثيرون بسبب الملاريا”.
رحلات اللحظة الأخيرة: خطر مضاعف
يشكّل السفر المفاجئ أو ما يُعرف بـ”رحلات اللحظة الأخيرة” خطراً خاصاً. فقد يحجز شخص رحلته يوم الجمعة ويطير إلى منطقة موبوءة يوم الأحد دون لقاحات أو معلومات أو وقاية.
“حتى السفر المفاجئ يمكن جعله آمناً – كل ما في الأمر أن يعرف المرء ما يجب فعله”.
نصائح مهمة قبل السفر إلى المناطق الاستوائية
التحضير المبكر: يوصي خبراء جامعة غدانسك الطبية ببدء التحضير قبل السفر بشهر على الأقل.
زيارة طبيب مختص: حيث يمكنه وصف اللقاحات الضرورية مثل: التيفوئيد، الحمى الصفراء، داء الكلب، التهاب الدماغ والتهاب الكبد A، بالإضافة إلى أدوية الملاريا.
الحفاظ على النظافة الشخصية: عدم شرب الماء غير المغلي، تجنّب الطعام المشبوه في الشوارع.
الوقاية من الحشرات: باستخدام الناموسيات، المبيدات، وملابس واقية.
السلوك الجنسي الآمن: معظم المسافرين الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم يستخدمون الواقيات.
الفئات الأكثر عرضة للخطر: الأطفال، كبار السن، ومرضى الأمراض المزمنة.
بعد العودة: لا تتجاهل الأعراض
ينبّه الخبراء إلى ضرورة عدم تجاهل أعراض مثل الحمى، الإسهال، القيء، الصداع أو الضعف بعد العودة من المناطق الاستوائية. ويجب إبلاغ الطبيب بأنك كنت في دولة استوائية، لأن هذا العنصر أساسي في التشخيص وقد يُنقذ حياتك.