البولنديون يسحبون أموالهم بشكل جماعي.. المخاوف تتزايد
في جميع أنحاء أوروبا، هناك اتجاه نحو زيادة عمليات سحب النقود. إن الوضع العالمي غير المؤكد والتهديدات المرتبطة بالجرائم الإلكترونية تدفع الآلاف من الأشخاص إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أموالهم. وقد أصدرت بعض البلدان بالفعل توصيات رسمية بشأن هذه المسألة. سجل البنك الوطني البولندي زيادة بنسبة 35 بالمئة في عمليات السحب النقدي في البلاد.

في الأشهر الأخيرة، أصبح موضوع الأمن السيبراني أولوية في مؤسسات الاتحاد الأوروبي. اقترح البنك المركزي الهولندي أن يكون لدى المواطنين مخزون نقدي يكفي لعدة أيام على الأقل، في حين يدعو نظيره السويدي إلى توفير إمدادات لمدة أسبوع. ومن بين أسباب هذه الظاهرة: الوضع الجيوسياسي غير المتوقع في العالم. الحروب والأنظمة الجمركية المتغيرة باستمرار تجعل الوضع في البورصات غير مؤكد، مما يعرض البنوك للإفلاس. علاوة على ذلك، تتزايد فرص وقوع الهجمات الإلكترونية.
وهذه الظاهرة واضحة أيضًا في بولندا. سجل البنك الوطني البولندي مؤخرًا زيادة بنسبة 35 بالمائة في عمليات السحب من أجهزة الصراف الآلي ، وفي المدن الكبرى يصل هذا الرقم إلى 40 بالمائة. أصبحت أجهزة الصراف الآلي في العديد من الأماكن تفرغ بشكل أسرع من أي وقت مضى. الاحتياطي النقدي الموصى به في أوروبا هو مبلغ يتراوح بين 200-500 يورو (أي ما يصل إلى ألفي زلوتي).
ويبدو هذا الاتجاه واضحا أيضا في استراتيجيات البنوك. وفي بداية عام 2024، كانت معاملات البولنديين غير نقدية تصل إلى 95.3 بالمئة.، واليوم نشهد ارتفاع في التعاملات النقد، وتفكر في رفع حدود السحب اليومية، ويخطط البعض حتى لتمديد ساعات عمل الفروع. ورغم غياب التوصيات من جانب البنك الوطني البولندي بشأن هذا الموضوع، فإن البولنديين يتكيفون مع الواقع المتغير بمفردهم.
وسوف ينظر الكثيرون إلى العودة إلى النقد باعتبارها خطوة إلى الوراء مقارنة بالتطور السابق للمدفوعات الرقمية. بالنسبة لأولئك الذين يؤيدون الدفع بالبطاقات، يوصي الخبراء بتنويع العملات. إن الاحتفاظ ببعض مدخراتك باليورو أو الدولار يمكن أن يكون شكلاً فعالاً من أشكال الحماية ضد الاضطرابات.