الرئيس الروسي :السلطات البولندية هي المسؤولة عن معاناة شعبهم خلال الحرب العالمية الثانية
نشر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقالة طويلة قبل أيام من احتفال موسكو بالذكرى 75 للنصر السوفييتى على النازيين، اتهم فيها الغرب باتخاذ مواقف معادية لروسيا تقوم على إنكار التضحيات التي قدمتها خلال الحرب العالمية الثانية.
واتهمهم ايضاً بالرغبة في تحميل الاتحاد السوفييتى وزر الحرب على مستوى واحد مع ألمانيا النازية، إذ وقعت ألمانيا وروسيا اتفاقية سرية لتقاسم أوروبا الشرقية، ولا سيما بولندا.
وانتقد بوتين في مقالته القرار الاخير للبرلمان الأوروبي الذي يدين غزو بولندا وتقسيمها في شهر أيلول/سبتمبر 1939، واكد أن الاتحاد السوفييتي لم يكن لديه خيار آخر لأن البريطانيين والفرنسيين كانوا قد خضعوا للنازيين خلال اتفاقيات ميونيخ عام 1938، وأن البولنديين كانوا قد نسفوا فرص قيام تحالف بين باريس ولندن وموسكو.
وقال بوتين أن السلطات البولندية هي المسؤولة عن معاناة شعبهم مع الغزو الألماني من جهة والاتحاد السوفييتي من جهة أخرى ,واتهم قادة بولندا أنذاك بالتواطؤ مع هتلر في الأشهر التي سبقت الغزو. ويعد فلاديمير بوتين أن التشكيك في الدور السوفييتي في الحرب العالمية الثانية يساهم في تقويض أسس النظام الدولي المولود عام 1945 والمؤسَّس على منظمة الأمم المتحدة.
وأشار بوتين ايضاً إلى دور بولندا في تقسيم تشيكوسلوفاكيا إلى جانب ألمانيا “بطريقة وحشية ولا أخلاقية, وقوضت (مؤامرة) ميونيخ تلك الضمانات الرسمية الهشة التي بقيت في القارة. وبينت أن الاتفاقات المتبادلة لا قيمة لها. كانت مؤامرة ميونيخ بمثابة الزناد الذي جعل الحرب الكبرى في أوروبا حتمية.
“في 20 سبتمبر عام 1938، أبلغ السفير البولندي في ألمانيا جوزيف ليبسكي، وزير خارجية بولندا جوزيف بيك، بشأن التأكيدات التالية التي قدمها هتلر: “… في حال تطورت الأوضاع بين بولندا وتشيكوسلوفاكيا حول مصالحنا في تيشين إلى نزاع، فإن الرايخ سيقف إلى جانب بولندا “. حتى أن الزعيم النازي قدم نصائح بأن لا تبدأ بولندا بأي رد فعل “إلا بعد أن يحتل الألمان جبال السوديت”.
“كانت بولندا تدرك أنه بدون دعم هتلر، ستفشل كل خططها الاستعمارية التي وضعتها. وهنا أود أن أقتبس من تسجيل للمحادثة بين السفير الألماني في وارسو هانز أدولف فون مولتك وجوزيف بيك التي جرت في 1 أكتوبر عام 1938، وركزت على العلاقات البولندية التشيكية وموقف الاتحاد السوفيتي من هذه المسألة. تقول المحادثة: “أعرب السيد بيك عن امتنانه الكبير على التوضيح الداعم الذي منح للمصالح البولندية في مؤتمر ميونيخ، فضلا عن صدق العلاقات خلال الصراع التشيكي. وقدرت الحكومة والشعب [في بولندا] عاليا موقف الفيورر ومستشار الرايخ”.
“يرغب السياسيون الأوروبيون، والقادة البولنديون على وجه الخصوص، اليوم “بالصمت” عن مؤامرة ميونيخ. لماذا؟ ذلك ليس لأن بلادهم قد خرقت التزاماتها ذات مرة ودعمت مؤامرة ميونيخ، وبعضهم شارك في تقسيم الغنيمة فحسب، بل لأنه من المحرج نوعا ما أنه خلال تلك الأيام الدرامية لعام 1938، كان الاتحاد السوفيتي هو الوحيد الذي دعم تشيكوسلوفاكيا”.
حاول الاتحاد السوفيتي ووفقا لالتزاماته الدولية، بما في ذلك الاتفاقات مع فرنسا وتشيكوسلوفاكيا، منع وقوع تلك المأساة بينما كانت بولندا، وفي سعيها لتحقيق مصالحها، تبذل قصارى جهدها لعرقلة إنشاء نظام أمن جماعي في أوروبا.
يكفي أن نتذكر العبارة الساخرة للسفير البولندي في ألمانيا جوزيف ليبسكي، التي قالها في حديث له مع هتلر في 20 سبتمبر 1938: “… إذا حل المسألة اليهودية، سنقيم له [نحن البولنديون] نصبا تذكاريا رائعا في وارسو..”.
لم تقع الحرب العالمية الثانية بين عشية وضحاها، ولم تبدأ بشكل مفاجئ. ولم يأت العدوان الألماني على بولندا من العدم. بل كانت نتيجة للكثير من النزعات والعوامل المتراكمة في السياسة العالمية في ذلك الوقت.
لقد لعبت بولندا، التي لم تكن تريد أي التزامات تقيدها تجاه الجانب السوفييتي، لعبت دورها في إفشال المفاوضات. وحتى تحت ضغط الحلفاء الغربيين، رفضت القيادة البولندية القيام بأية أعمال مع الجيش الأحمر في مواجهة الفيرماخت.
كما جدد بوتين دعوته لعقد قمة للدول الخمس الكبرى،روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن “العالم يمر بأوقات مضطربة”،واقترح مناقشة الأزمة الاقتصادية الناتجة عن وباء فيروس كورونا.
وكتب قائلاً: “إن قدرتنا على التنسيق والعمل معاً كشركاء حقيقيين ستحدد شدة تأثير الجائحة ومدى سرعة خروج الاقتصاد العالمي من الركود”.
قال بوتين” إن جدول أعمال “قمة الخمس” القادمة التي اقترحتها روسيا مهمة للغاية وحيوية لبلادنا وللعالم أجمع. ولدينا أفكار ومبادرات محددة حول كافة البنود”.