السجناء يشكون من الحرّ في الزنازين.. تمرد 12 سجينًا وتدخل مفوض حقوق الإنسان
مع اقتراب درجات الحرارة في بولندا من 30 درجة مئوية، تصبح الزنازين أكثر حرارةً واختناقًا. وقد بدأ السجناء يرفعون شكاوى حول الحرارة المرتفعة، وانعدام التهوية، وصعوبة الراحة والنوم ، مفوض حقوق الإنسان في بولندا طالب سلطات السجون باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأوضاع.

عادة ما تتركز مشاعر التعاطف خلال موجات الحر على العمال وكبار السن ومرضى المستشفيات التي تفتقر إلى التكييف، لكن السجناء أصبحوا أيضًا فئة تعاني بشكل متزايد، حيث باتت الزنازين الخانقة خطرًا على صحتهم.
وكان اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب والمعاملة أو العقوبة اللاإنسانية أو المهينة (CPT) قد حددت منذ عام 2021 معايير لمنع المعاملة اللاإنسانية، وشملت هذه المعايير ضرورة توفير التهوية والوصول إلى الهواء النقي، وهي أمور تتأثر سلبًا بالحر الشديد.
السجناء يطلبون المساعدة
تلقّى مكتب مفوض حقوق الإنسان عددًا كبيرًا من الشكاوى من السجناء الذين وصفوا ظروفهم القاسية خلال موجات الحر.
ومن أبرز ما اشتكوا منه:
انعدام التكييف
ضيق التنفس
الدوار والأرق
منع استخدام مراوح بسيطة حتى في الزنازين
وذكر المكتب أن بعض المؤسسات تمنع المراوح لأسباب أمنية، رغم أن درجات الحرارة داخل الزنازين تتجاوز ما يُعد آمنًا في بيئة العمل.
وأشار التقرير إلى أن درجات الحرارة التي تتجاوز 28 درجة مئوية في أماكن مغلقة قد تشكل خطرًا صحيًا كبيرًا، خاصة على المرضى، وكبار السن، ومن يتناولون أدوية نفسية.
وأكد البيان: “لا يهم إن كان الشخص مدانًا بجريمة؛ فكل إنسان يستحق ظروف معيشية لا تهدد صحته أو حياته.”
تمرد بسبب الحرارة
خلال إحدى الزيارات التفقدية، اكتشف مكتب المفوض أن السجناء رُفض طلبهم باستخدام المراوح رغم موجة الحر، ما أدى إلى توتر شديد داخل المؤسسة.
وفي عام 2023، رفض 12 سجينًا تناول العشاء بسبب حرارة الزنازين، وتم اعتبار الأمر حينها تمردًا أو خرقًا للنظام. حتى حراس السجون تأثروا سلبًا بالحرارة الشديدة.
إجراءات جزئية وتحذيرات قانونية
تُبذل محاولات لتحسين الوضع، إذ تسمح بعض السجون باستخدام المراوح، لكن الأمر ليس معمّمًا، خاصة في
الأقسام النفسية
زنازين الحبس الانفرادي
وحدات السجناء الخطرين
كل منشأة تتصرف وفقًا لإمكاناتها التقنية والتنظيمية، مع مراعاة أمن المؤسسة وسلامة السجناء.
وبحسب القانون البولندي، يجب معاملة السجناء بكرامة، بما في ذلك ضمان الحد الأدنى من ظروف المعيشة الآمنة، خصوصًا في حالات الطقس القاسي.
رد رسمي: تحديثات وتوصيات
ردًا على رسالة بتاريخ 16 مايو 2025، أوضحت العقيد رِناتا نيزيوليك، المديرة العامة لخدمات السجون، أن هناك مشاريع تحديث حراري تدريجية منذ عدة سنوات، ويتم استبدال أنظمة التهوية الطبيعية بأخرى ميكانيكية في العديد من المؤسسات.
وأكدت أن السماح باستخدام الأجهزة الكهربائية، بما في ذلك المراوح، يبقى خاضعًا لتقدير مدراء السجون ، وفقًا للحالة الفنية لكل منشأة وظروف النزلاء فيها.
واقترح مكتب المفوض إعفاء السجناء من دفع رسوم استخدام المراوح خلال فترات الحر الشديد، باعتبار أن الظروف المناخية تشكل مبررًا إنسانيًا واقتصاديًا لذلك.