السفارة التونسية في وارسو …متابعة مستمرة لتأمين عودة التونسيين إلى أرض الوطن
منذ تصاعد التوترات بشأن الأزمة الأوكرانية الروسية، دعت تونس رعاياها إلى مغادرة المناطق المتوترة في أوكرانيا وذلك على وقع التهديدات الروسية بغزو البلاد،ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في تاريخ 24 شباط/فبراير شهدت حركة نزوح كبيره من أوكرانيا إلى الأراضي البولندية وحول استعدادات السفارة التونسية في وارسو للتعامل مع الوضع كان لنا لقاء خاص مع السيدة ، سوسن ذكّار، القائمة بالأعمال بالنيابة في السفارة التونسية .
وفي سؤال بشأن استعدادات السفارة لتأمين رعاياها العالقين في أوكرانيا نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية ،أوضحت القائمة بالأعمال أنه :
” منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا بتاريخ 24 شباط/فبراير 2022، تجندت خلية الأزمة بالسفارة على مدار الساعة لتامين عودة التونسيين العالقين بأوكرانيا والذين كانوا أغلبهم من الطلبة طبقا لتعليمات سيادة رئيس الجمهورية والذي أكد على ضرورة توفير كل الظروف المناسبة للتونسيين العالقين في أوكرانيا أو بعض الدول المجاورة ومساعدة الراغبين منهم إلى العودة إلى أرض الوطن كما شدد على أن الدولة التونسية لن تبخل أبدا حتى على شخص واحد بالإحاطة والرعاية في كل مكان.
واضافت ” تابعت خلية الأزمة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج تطورات الوضع الميداني في أوكرانيا وتم تنظيم إجتماعات ضمت ممثلين عن كل من وزارات الدفاع الوطني والداخلية والنقل والصحة والناقلة الوطنية الخطوط الجوية التونسية وبمشاركة سفارتنا المعنية عبر تقنية الفيديو”.
وفي سؤال حول كيف تتم آلية التنسيق من أجل اتمام عمليات الإجلاء ؟ ،اشارت القائمة بالأعمال الى أنه ” يتم التنسيق مع السلطات الأوكرانية ودول الجوار والمنظمات الدولية العامة في المجال الإنساني وجمعيات التونسيين بأوكرانيا للإعداد لعملية إجلاء مواطنينا ،كذلك يتم التنسيق مع الحكومة البولندية من أجل تسهيل عبور المواطنين التونسيين عبر مسالك آمنة باتجاه المنافذ الحدودية البرية الممكنة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتمكينهم من دخول بولونيا حتى يتسنى إجلاؤهم عبر الرحلات الجوية التي ستخصصها تونس للغرض”.
- تم عقد إجتماع إفتراضي مع عدد من ممثلي الجالية التونسية المتواجدين بمناطق متعددة من الأراضي الأوكرانية ولا سيما التي تشهد تصعيدا أمنيا وذلك قصد الاطمئنان على جميع أفراد الجالية وسلامتهم والتنسيق المحكم بخصوص عمليات إجلاء الراغبين في مغادرة الأراضي الأوكرانية والعودة إلى أرض الوطن.
-
تواصل مستمر مع التونسيين العالقين بأوكرانيا وتوجيهم إلى المسالك الآمنة والمعابر الحدود الأوكرانية خاصة ميديكا ورافاروسكا وخورشوفا أين يتواجد أعوان السفارة لتقديم الدعم اللازم والإحاطة بهم منذ إندلاع الأزمة الأوكرانية ، كما أحدثت وزارة الصحة خلية للإحاطة النفسية لأفراد الجالية التونسية القادمين من أوكرانيا وبؤر التوتر خاصة مدن سومي وخيرسون وخاركيف حيث سيتم إستقبال مكالماتهم واستفساراتهم على الرقم الأخضر 80105050.
-
تحول أعوان السفارة إلى المعابر الحدود الأوكرانية البولندية بالتنسيق مع المتطوعين التونسيين لتسهيل عملية دخول وإيواء واستقبال وتوجيه أفراد الجالية القادمين من الأراضي الأوكرانية إلى بولونيا في انتظار عودتهم إلى أرض الوطن.
متابعة الرعايا و رحلات الإجلاء
افادت القائم بالأعمال أن السفارة تتابع عمليات الإجلاء من الأراضي الأوكرانية أولاً بأول ، فقد وفرت جميع ما يلزم من تسهيلات (تأشيرات ورخص عبور…) ودعت أفراد الجالية إلى عدم المجازفة للخروج فرادى حتى تسهل عملية التواصل معهم وتجميعهم في معابر حدودية واحدة باعتبار أن السلطات البولندية ،وخصصت ثمانية نقاط عبور مما جعل العملية معقدة نوعا ما.
و أوضحت أنه تم تنظيم أربعة رحلات إجلاء للعالقين في أوكرانيا بتنسيق مع السفارات التونسية في بوخارست و وارسو . حيث تم بتاريخ 1 اذار/مارس تأمين إجلاء أول مجموعة من أفراد الجالية التونسية بأوكرانيا عبر المعابر الحدود الرومانية عبر الطائرة العسكرية وعلى متنها 106 مواطنا.
في نفس اليوم أقلعت الطائرة العسكرية التونسية التي تؤمن إجلاء المواطنين التونسيين المقيمين بأوكرانيا من مطار جون بول بكراكوف وعلى متنها 97 مواطنا.
بتاريخ 6 اذار/مارس أقلعت طائرة الخطوط الجوية التونسية القادمة من رومانيا وعلى متنها 230 مواطنا تونسيا تم إجلاؤهم من الحدود الأوكرانية الرومانية.
كما أقلعت طائرة الخطوط الجوية التونسية التي تؤمن إجلاء المواطنين التونسيين المقيمين بأوكرانيا من مطار كراكوف على الساعة 2.30 صباحا من يوم 7 اذار/مارس وعلى متنها 73 من أفراد الجالية.
واشارت الى أن رحلات الإجلاء شملت جنسيات أخرى ، قالت ” إيمانا بقيم التضامن بين الشعوب لمواجهة التحديات المشتركة ومن بينها الأزمة الأوكرانية فقد شملت رحلات الإجلاء التي نظمتها البلاد التونسية جنسيات أخرى”.
وفي ختام الحديث توجهت القائمة بالأعمال بالنيابة في السفارة التونسية، سوسن ذكّار ، بجزيل الشكر والتقدير إلى السلطات البولندية والشعب البولندي على حسن الإستقبال والمعاملة ولتعاونها ودعمها مجهودات السفارة في تسهيل عملية إجلاء المواطنين التونسيين العالقين في أوكرانيا، وهو ما يعكس عمق روابط الصداقة التاريخية بين الشعبين التونسي والبولندي.
والشكر الموصول للمجتمع المدني المتطوعين التونسيين المقيمين في بولندا الذين كانوا في استعداد وفي تواصل دائم مع السفارة لمعاضدة جهودها في الإحاطة وتامين كل ما يحتاجه التونسيين من نقل ومأوى ومأكل ومشرب ومساعدات مادية. في الحقيقة هذا المد الإنساني، ليس بغريب على التونسيين في مثل هذه الأزمات “التونسي للتونسي رحمة”.
كل الشكر والتقدير لأعضاء البعثة والأعوان المحلين على الجهود المبذولة في هذا الظرف الاستثنائي والذين اشتغلوا على مدار الساعة لتأمين عودة التونسيين إلى أرض الوطن في ظروف طيبة.
فائق عبارات التقدير والإحترام إلى موقع بولندا بالعربي على التغطية الجيدة لتطورات الوضع في أوكرانيا وتواصلها مع السفارة لتبادل المعلومات في ما يخص الجالية التونسية لإتخاذ جميع الإجراءات والتدابير اللازمة في الخصوص.
وأكدت بدورها أيضاً على أن الجهود والمساعي لا تزال متواصلة حتى يعود جميع التونسيين العالقين في أوكرانيا سالمين إلى تونس وأهلهم وذويهم.