العبّارات تتوقف عن العمل في نهر فيسوا… المياه لا تكفي !
قال المتحدث باسم إدارة النقل العام في وارسو توماش كونيرت يوم الثلاثاء إن انخفاض منسوب نهر فيسوا يحول دون تشغيل خدمة العبارات بشكل طبيعي. وأشار إلى أن مستوى المياه عند ضفاف النهر أصبح مقلقًا للغاية.
مستوى مياه نهر فيسوا ينخفض مجددًا
كما حدث في العام الماضي، منسوب المياه في فيسوا هذه السنة منخفض جدًا. فعادةً ما تبدأ العبارات بالإبحار يوميًا اعتبارًا من بداية يوليو، ولكن هذا غير ممكن حاليًا. يوم الثلاثاء، سجّل مقياس المياه عند ضفاف فيستولا في وارسو فقط 26 سم.
قال كونيرت: “الحد الأدنى لعمل العبارات هو عدة عشرات من السنتيمترات. هؤلاء العاملون ذوو خبرة، يعرفون النهر جيدًا، ويعلمون كيف يتفادون الضفاف الرملية التي تظهر من وقت لآخر، ولكن لا بد من وجود حد أدنى من المياه.”
هل سيُسجل رقم قياسي جديد في الانخفاض؟
يفصلنا فقط 6 سم عن تسجيل أدنى مستوى على الإطلاق، والذي بلغ 20 سم يوم 10 سبتمبر 2024. وتُعاني وارسو من جفاف هيدرولوجي منذ عام 2015، وهو ما يُعزى إلى تغير المناخ والانبعاثات الكربونية.
قال الناشط البيئي والمصور دانييل بيتريتشكيفيتش سابقًا: “تجدد المياه الجوفية أصبح أبطأ بنحو مرتين بسبب تغير المناخ الناتج عن حرق الوقود الأحفوري والانبعاثات. درجات الحرارة ترتفع باستمرار، والشتاء لم يعد شتاءً، بل مجرد موسم أمطار.”
ضعف القدرة على الاحتفاظ بالمياه
أضاف أن من أسباب هذه الأزمة انخفاض قدرة بولندا على الاحتفاظ بالمياه، حيث تتبخر مياه الأمطار بسرعة كبيرة: “من حيث احتجاز المياه في البيئة، نحن في أدنى المراتب بين دول الاتحاد الأوروبي. نُعيد فقط 6٪ من المياه من خلال الاحتجاز. فقدنا الأراضي الرطبة والمستنقعات التي كان يمكن أن تحفظ المياه المتبخرة بسبب قلة هطول الأمطار.”
وأشار إلى أن العديد من هذه الأراضي تمت تغطيتها بالبناء والمجمعات السكنية بدون تخطيط بيئي، ما أدى إلى تفاقم الأزمة.
