المخابرات الروسية تغيير تكتيكاتها في عمليات التجسس .. عملاء متنقلون !
منذ بداية الحرب في أوكرانيا ، تغيرت آلية عمل أجهزة المخابرات الروسية ، وتسبب طرد العديد من الجواسيس المعتمدين كدبلوماسيين في الدول الأوروبية بضربة قاسية لموسكو ، ووفقا للخبراء الألمان، تعتمد المخابرات الروسية حاليا على ما يسمى بالعملاء المتنقلين !
وطردت ألمانيا إجمالي 40 دبلوماسيا روسيا في عام 2022 ، وفي عام 2023 تم طرد 30 دبلوماسي ، واضطرت روسيا إلى إغلاق مكاتبها التمثيلية في ميونيخ وفرانكفورت وهامبورغ ولايبزيغ ، فيما قرر نظام بوتين تشغيل السفارة في برلين والقنصلية العامة في بون فقط – بحسب وسائل إعلام ألمانية.
ووفقا لمعلومات من صحف WDR وNDR وصحيفة “Sueddeutsche Zeitung”، لا يزال حوالي 20 جاسوسا معتمدين كدبلوماسيين في ألمانيا ، وقبل الحرب الروسية على أوكرانيا ، كان هناك حوالي 100 جاسوس ، “وتقدر الاستخبارات الألمانية المضادة أن ما يصل إلى ثلث الموظفين الدبلوماسيين الروس هم في الواقع عملاء” .
وفي بعض الحالات، تفيد التقارير أن روسيا تحاول استبدال الدبلوماسيين المطرودين من الدول الأوروبية، على سبيل المثال، بجواسيس كانوا متمركزين سابقًا في سفارات الدول الأفريقية ، وحذر جهاز المخابرات الهولندي مؤخرًا من إرسال عملاء يحملون سيرة ذاتية مزورة كرجال أعمال، ، ويقال أيضًا إن الجواسيس الروس أكثر نشاطًا في تركيا ودبي وشمال إفريقيا ، وتضيف المصادر الصحفية نقلاً عن عملاء في جهاز المخابرات أن “نظام بوتين مشتبه به أيضًا بالتعاون مع مجموعات الجريمة المنظمة”.
عملاء متنقلون
“القنصلية العامة لروسيا في بون يمكن أن تلعب دورا خاصا في التجسس الروسي” – بحسب صحيفة Tagesschau – لا يزال جزء كبير من عملاء روسيا موجدين هناك ، وتعد بون أيضًا مقراً للعديد من المنظمات الدولية التي يثير عملها اهتمام موسكو ، “وفي الوقت نفسه، يمكن للموظفين السفر بسرعة من بون إلى البلدان المجاورة مثل فرنسا وهولندا ولوكسمبورغ وبلجيكا للعمل هناك “.
وتحظى بروكسل، باعتبارها مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، بأهمية خاصة بالنسبة لروسيا بسبب الفرص المتاحة لها للحصول على المعلومات ، ومع ذلك، كما تشير الصحيفة أصبحت بلجيكا منطقة صعبة لعمل للجواسيس ، وبسبب تواجد معظم عملاء روسيا في مدينة بون الألمانية فإنه على اجهزة المخابرات الألمانية المسؤولية الأكبر ، لأن هؤلاء العملاء يكونوا بالضرورة تحت مراقبة الدول الأخرى
وتعتقد أوساط أمنية أن الدبلوماسيين المعتمدين في النمسا قد يلعبون دورا مهما في عمليات التجسس الروسية في ألمانيا ، وحتى الآن، اضطر ثمانية جواسيس فقط إلى مغادرة النمسا – على الرغم من أن التقديرات تشير إلى أن ما يصل إلى 100 عميل روسي معتمدين كدبلوماسيين يقيمون في فيينا.