الولايات المتحدة تفتتح قاعدة دفاع صاروخي في بولندا
افتتحت الولايات المتحدة قاعدة دفاعية صاروخية جديدة في بولندا، وهي أول منشأة عسكرية دائمة لها في البلاد. وأعلن الرئيس البولندي أندريه دودا أن هذا التطور يظهر “للعالم أجمع بوضوح أن هذه المنطقة لم تعد منطقة نفوذ روسية”.
وقبيل الافتتاح، حذر الكرملين من أنه يعتبر “تقدم البنية التحتية العسكرية الأميركية في أوروبا باتجاه حدودنا” “جزءاً من محاولة لاحتواء روسيا عسكرياً”. ووعد “باتخاذ التدابير المناسبة” لاستعادة “التكافؤ”، دون تحديد ما قد يعنيه ذلك.
وتقع القاعدة الجديدة، التي تعد جزءا من درع صاروخي أوسع يهدف إلى حماية الولايات المتحدة وأوروبا من الصواريخ الباليستية، في Redzikowo، بالقرب من ساحل بحر البلطيق الشمالي في بولندا.
Ta baza amerykańska będzie zbudowana na naszej ziemi, w Polsce, w jej centrum i od tego momentu, kiedy ta baza tutaj stanie, cały świat będzie widział jasno i wyraźnie, że to nie jest już rosyjska strefa wpływów. I z naszego, polskiego punktu widzenia to strategicznie jest… pic.twitter.com/mfQ4tQgbPE
— Kancelaria Prezydenta (@prezydentpl) November 13, 2024
بدأت خطط انشاء المحطة في العقد الأول من هذا القرن في عهد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، ثم أكدها الرئيس باراك أوباما. وبدأت أعمال البناء أخيرًا في عام 2016.
وتشكل القاعدة – إلى جانب قاعدة أخرى في رومانيا – جزءًا من نظام “إيجيس آشور” التابع لحلف شمال الأطلسي، والذي سيوفر الحماية ضد الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
ولطالما أعربت روسيا عن مخاوفها بشأن النظام، لكن حلف شمال الأطلسي أصر على أنه إجراء دفاعي بحت ويهدف إلى الدفاع ضد الصواريخ التي تطلق من الشرق الأوسط.
وحضر مراسم افتتاح القاعدة، إلى جانب دودا، وزيرا الدفاع والخارجية البولنديان – فواديسواف كوشينياك كاميش ورادوسواف شيكورسكي – بالإضافة إلى قائد القوات البحرية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا، ستيوارت مونش، والسفير الأمريكي في بولندا، مارك بريجنسكي.
ونقلت وكالة الأنباء البولندية عن بريجنسكي قوله “للمرة الأولى، نقوم بإنشاء منشأة دائمة، وعنصر من عناصر البنية التحتية العسكرية، على الأراضي البولندية. بولندا حليف مسؤول للغاية وصديق ومتعاون للولايات المتحدة”.
وقال ستيورات مونش، في تصريح نقلته وكالة بولسات نيوز، “إن الدولتين البولندية والأمريكية تقفان جنبًا إلى جنب في طليعة الدفاع ضد الإمبريالية والعدوان السوفييتي في الماضي، وروسيا حاليًا”.
من جانبه، قال الرئيس دودا إن القاعدة الجديدة “ستدافع عن حرية وأمن العالم”، مضيفًا أن “الوجود المادي للولايات المتحدة في بولندا هو ضمان لأمن بولندا والجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي”.
ووصف كوشينياك كاميش افتتاح القاعدة بأنه “حدث ذو أهمية تاريخية للأمن البولندي والأمريكي”، مشيرا إلى أن “الصراعات الحالية في أوكرانيا والشرق الأوسط تظهر أهمية الدفاع الجوي والصاروخي”.
ومن ناحية أخرى، أكد شيكورسكي أن حقيقة أن المشروع تم تطويره في عهد أربعة رؤساء أمريكيين مختلفين وثلاث حكومات بولندية “هي دليل على الاتساق الجيوستراتيجي للولايات المتحدة” وأن “النخب البولندية تظل متحدة بشأن قضايا الأمن والسياسة الخارجية”.
وتعد الولايات المتحدة هي الحليف العسكري الأهم لبولندا. ففي العام الماضي، تم افتتاح أول حامية عسكرية أمريكية دائمة في بولندا. وقد طلبت كل من الحكومتين البولندية الحالية والسابقة معدات عسكرية بقيمة مليارات الدولارات من الولايات المتحدة.
وكان ذلك جزءًا من موجة الإنفاق التي شهدت ارتفاع ميزانية الدفاع البولندية إلى أعلى مستوى نسبي في حلف شمال الأطلسي، بنسبة 4.12% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام ، ومن المقرر أن ترتفع إلى 4.7% في عام 2025 .
وفي مارس/آذار من هذا العام، وقعت بولندا صفقة بقيمة 2.5 مليار دولار مع الولايات المتحدة لشراء نظام دفاع جوي متقدم، لتصبح بذلك أول دولة بخلاف الولايات المتحدة نفسها تقوم بتشغيل هذا النظام.