بولندا التي استيقظت فيها … خيبة الأمل بعد الانتخابات الرئاسية !
لم أُرد أن أستيقظ في بولندا التي هي الآن ، في البلد الذي يسود فيه الكره والازدراء تجاه الآخرين – تجاه الأجانب، المثليين والبولنديين الذين يفكرون بطريقة مختلفة. لم أُرد أن أستيقظ في بولندا التي يسيطر عليها حزب واحد بشكل مطلق. لم أُرد أن أستيقظ في بولندا حيث رئيسها ضعيف،وبدون رأي خاص،ولايحظى باحترام نصف البولنديين الذين يصفونه بـ “القلم” لماذا ؟ّ لأن الشيء الوحيد الذي يفعله هو التوقيع على قوانين حزبه دون التشكيك فيها أو اعطاء رأي خاص بها. ولكنني استيقظت!.
فوز الرئيس أندري دودا هو بمثابة خيبة امل لي ولما يقارب من نصف البولنديين (49,2% وفقاً لـlate poll).طبعاً رافاو تشاسكوفسكي لم يكن خياري الأول ولكنني قمت بالتصويت له في الجولة الثانية ، وأنا بكامل قناعتي لأنني أردت بالحقيقة التصويت ضد أندري دودا.
عندما أصبح أندري دودا رئيساً للدولة للمرة الأولى قبل 5 سنوات أنا لم أكن من بين معارضيه. ولست من المشجعين الثابتين للحزب الواحد أو الثاني وقمت بمنحه فرصة. وأنا تابعت مراحل تغيره من شخص معتدل في البداية الى شخص مليء بالكراهية ووكيف أصبح كالدمية في أيدي السياسيين من حزب القانون والعدالة الذي ينتمي اليه.
قبل الانتخابات كنت أتسائل ماذا أذكر من أحداث خلال الـ 5 سنوات من رئاسة أندري دودا ، أتذكر الرموز. أتذكر حشوداً من المتظاهرين أمام فيلا الرئيس في مدينة يوراتا في شهر تموز/يوليو عام 2017 عندما طالبه الناس باستخدام حق النقص ورفض مشروع القانون بشأن المحكمة العليا(تعزيز سلطة الرئيس على المحكمة وتغيير طريقة اختيار قضاة المحكمة العليا يتضمن إمكانية إقالتهم)، الرئيس لم يلتقي بالمتظاهرين – لم يكن شجاعا بشكل كاف ولم يستخدم تلك الفرصة لإظهار القوة السياسية والحصول على الاستقلال (حتى لو كان الاستقلال مؤقتاً). هو وقع مشروع القانون في النهاية بعد تقديم بعض التعديلات الصغيرة والسطحية وفقد فرصته لكسب احترام البولنديين…
ولا أنسى رده القوي عندما علق الاتحاد الأوروبي على الوضع السياسي في بولندا وبأنها تشكل تهديداً للديمقراطية قال آنذاك “لن يأمرونا في اللغات الأجنبية كيف نشكل النظام في بولندا وطريقة إدارة قضايانا”.
والصورة الأخيرة التي أريد أن أشاركها والتي بقيت في ذهني هي كلمات آندري دودا أن LGBT أيديولوجية ضارة وخطيرة. أنا شخصياً أعيش في عائلة تقليدية ورؤيتي بالنسبة للأسرة هي محافظة نوعاً ما ولكنني لا أقبل ولن أقبل أبداً تسمية ممثلي LGBT بـ “أيديولوجية ضارة” واستخدامهم كأداة لتخويف الناخبين. هم أشخاص مثلنا تماماً – ولهم الحق بالعيش بأمان ودون خوف في بلدهم و لهم الحرية الكاملة في التصرف بالحب والتمتع فيه.
يتّبع حزب القانون والعدالة خطوات الدولة الشيوعية التي دائماً ما تحتاج الى العدو من أجل تعبئة وتوحيد الناس لمحاربته – وفي هذه الحالة فإن خيار الرئيس الوحيد هو حماية الدولة من هذا “الطاعون” (الكلمة المستخدمة من قبل السياسيين من الحزب الحاكم).
بالرغم من خيبة الأمل الكبيرة التي أشعر بها ،،اتمنى أن تتحول الطاقة الأيجابية التي شهدناها خلال الأسابيع التي سبقت الانتخابات بين انصار المرشحين إلى حركة جديدة في السياسة البولندية تمكننا من اختيار رئيس أفضل خلال انتخابات عام 2025.
بقلم: Zuzanna Oniszczuk-Gaik