بولندا: السلام الدائم في أوكرانيا يتطلب تنازلات من كييف وموسكو
قال رئيس بولندا، أندريه دودا، إن السلام الدائم في أوكرانيا يتطلب تنازلات من كييف وموسكو، مشددًا على أن "الضغط الأمريكي" هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب.
وفي تصريحات أدلى بها في مقابلة حصرية مع يورونيوز، أشار دودا إلى أن المقترحات الخاصة بالتنازلات الإقليمية من قبل أوكرانيا قد اكتسبت زخماً بعد التقارير التي أفادت بأن الولايات المتحدة قدمت خطة سلام لكييف، تتضمن احتمال اعتراف واشنطن بضم موسكو لشبه جزيرة القرم في عام 2014.
وأضاف أن هذا المقترح يتضمن أيضًا استبعاد انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وذلك في ظل تزايد الإحباط في واشنطن بسبب فشل محاولات دونالد ترامب السابقة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
من جانبها، تواصل أوكرانيا التأكيد على أن القرم جزء من أراضيها وتعتبر أن ضمه من قبل روسيا غير قانوني، فيما ترفض معظم الدول الغربية الاعتراف بالضم.
في هذا السياق، قال دودا: “يجب أن يكون السلام تنازليًا من الطرفين. في رأيي الشخصي، هذا السلام ينبغي أن يعني أنه لن يكون هناك فائز في هذه الحرب، فكل طرف سيضطر إلى التراجع بطريقة ما”.
كما أكد دودا أن “لا أحد خارج الولايات المتحدة يمكنه إيقاف فلاديمير بوتين”، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قادر على إنهاء الحرب من خلال عزمه وضغطه.
التعاون البولندي الأمريكي في مواجهة التهديدات الروسية
وفي سياق متصل، جدد دودا التأكيد على التزام بولندا بالدفاع الجماعي لحلف الناتو، مشيرًا إلى أن أي هجوم روسي على أحد دول الحلف سيواجه ردًا جماعيًا حاسمًا بموجب المادة 5 من معاهدة الناتو.
كما سلط دودا الضوء على التعاون المستمر مع الولايات المتحدة في المجال العسكري، حيث قال: “الوجود الأمريكي في بولندا مستمر. لدينا وجود أمريكي دوري يتضمن حوالي 10,000 جندي، وهذا التعاون بيننا مستمر وقوي.”
وأضاف الرئيس البولندي: “سأشجع الرئيس ترامب على إرسال مزيد من الوحدات الأمريكية إلى بولندا.”
تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن أي اتفاق سلام قد يصب في مصلحة روسيا، مما قد يشجع الكرملين على اتخاذ المزيد من الإجراءات العدوانية في أوروبا.
يذكر أن بولندا قد وجهت اتهامات لموسكو وحليفها بيلاروسيا بمحاولة زعزعة استقرار بولندا من خلال أزمة مهاجرين على حدودها الشرقية، وهو ما يعكس التوترات المتزايدة في المنطقة.
دودا يودع منصبه في أغسطس
من جانب آخر، أكد دودا أن ولايته الرئاسية ستنتهي في أغسطس 2025 بعد أن أكمل ولايته الثانية والأخيرة التي استمرت خمس سنوات، ليترك منصبه بعد فترة شهدت توترات جيوسياسية كبيرة في المنطقة.
