بولندا ترد بغضب على ادعاءات بوتين بشأن هتلر والحرب العالمية الثانية
أدانت شخصيات سياسية من الائتلاف الحاكم الحالي في بولندا مقابلة كارلسون مع الرئيس الروسي اضافةً الى رد وزارة الخارجية البولندية حول ما اسمته بـ تصحيح الاكاذيب العشرة لـ بوتين خلال المقابلة .
وأجرى كارلسون المقابلة مع بوتين في موسكو يوم الثلاثاء، وتم نشر المقابلة يوم الجمعة 8 فبراير/شباط التي استغرقت 127 دقيقة على موقع كارلسون الإلكتروني ومنصة إكس، تويتر سابقا.واعتبرتها وسائل الاعلام الروسية بأنه انتصار جديد لروسيا علي الغرب .
وحذر رئيس مجلس النواب البولندي شيمون هوفينا، الجمعة، من تصديق تصريحات بوتين المهادنة، بعد أن قال بوتين لكارلسون إنه لن يرسل قوات روسية إلى بولندا إلا إذا هاجمت وارسو روسيا.
قال هوفنيا : “لقد لعب السيد كارلسون دور الأحمق المفيد”، في إشارة إلى مصطلح يعود إلى حقبة الحرب الباردة يستخدم لوصف غير الشيوعيين الذين يمكن استغلالهم لتعزيز القضية الشيوعية. لقد أعطى الميكروفون لكاذب وقاتل وإرهابي دولي”.
تابع “بوتين، بالطبع، كان يتحدث بالهراء في هذه المقابلة”. وأضاف هوفينا أن “تأملاته التاريخية والأدبية حول بولندا يمكن تزويرها من قبل شخص أنهى الصف الرابع من المدرسة الابتدائية وهو على الأقل مهتم قليلاً بتاريخ المنطقة”.
«الأحمق المفيد» هو مصطلح سياسي ساخر يُطلق على الشخص الذي يتم استخدامه للترويج لقضية أو فكرة ما، ولا يستوعب الغاية الحقيقية منها من قبل المستفيدين الأصليين إلا بعد فوات الأوان.
كما أكد وزير الخارجية رادوسواف سيكورسكي أن هذه ليست المرة الأولى التي يلقي فيها الدكتاتور الروسي فلاديمير بوتين اللوم على بولندا، التي هاجمها الاتحاد السوفييتي في 17 سبتمبر 1939، في اندلاع الحرب العالمية الثانية .
كتب سيكورسكي يوم الجمعة على منصة X (تويتر سابقاً) : “لقد اعتدنا أيضًا على جنون العظمة و المبررات التاريخية الزائفة للعدوان الروسي على أوكرانيا في عام 2022. والشيء الصادم الوحيد هو أن صحفيًا أمريكيًا قام بتسهيل الأمر هذه المرة ” .
وأشار وزير الخارجية مرة أخرى إلى المقابلة ساخراً من بوتين حيث نشر سيكورسكي خريطة للكومنولث البولندي الليتواني من القرن السابع عشر على منصة إكس، وكتب “بولندا ترفض بشكل قاطع الاقتراح القائل بأننا ألهمنا تاكر كارلسون ليقترح على فلاديمير بوتين العودة إلى حدود عام 1650 في أوروبا الشرقية”.
كما قال نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع فواديسواف كوشينياك كاميش إن “كلمات فلاديمير بوتين بأنه لا ينوي مهاجمة بولندا ليس لها أي مصداقية”.
وقال نائب رئيس الوزراء إن “ضمان أمن بولندا، والوفاء بالمعايير الدستورية، وحماية الحدود والسلامة الإقليمية والسيادة والاستقلال – هذه ليست كلمات سامية، ولكنها كلمات أساسية لوجود الدول والأمم”.
وكان قد صرح كاميش، بأن الجيش البولندي يستعد لعدة سيناريوهات. وأضاف في تعليقه على المقابلة مع بوتين: “لا شيء يمكن أن يخفف من يقظتنا، ومثل هذه الكلمات لن تفعل ذلك بالتأكيد، لأنها لا تتمتع بمصداقية”.