بولندا تسجن بيلاروسياً عامين بتهمة التجسس لصالح مينسك
أصدرت محكمة في مدينة لوبلين شرق بولندا حكماً بالسجن لمدة عامين وشهرين على مواطن بيلاروسي بعد إدانته بممارسة أنشطة تجسسية لصالح حكومة بيلاروس. كما فرضت المحكمة غرامة مالية على مواطن بولندي لعدم تبليغه السلطات عن هذه الأنشطة.

وبحسب وكالة الأنباء البولندية الرسمية (PAP)، فقد أدانت المحكمة الرجل البيلاروسي، البالغ من العمر 53 عاماً، والذي تم التعريف عنه فقط بـنيكولاي م. تماشياً مع قوانين الخصوصية البولندية، بالتجسس على أراضي بولندا في الفترة ما بين 2018 و2023. ويحق للمتهم استئناف الحكم.
عُقدت جلسات المحاكمة بشكل مغلق لأسباب تتعلق بالأمن القومي، لكن وفقاً للائحة الاتهام التي تم تقديمها في نوفمبر الماضي، قام نيكولاي م. بمراقبة مطار عسكري في مدينة بياوا بودلاسكا القريبة من الحدود مع بيلاروس.
وشملت أنشطته التجسسية جمع معلومات عن العمليات الجوية العسكرية، والبنية التحتية للسكك الحديدية، وتحركات المعدات العسكرية. كما اتهمته النيابة بجمع بيانات عن منشآت ومركبات تابعة لوكالة الأمن الداخلي البولندية (ABW)، وإنشاء قناة اتصال مع ضباط لجنة أمن الدولة (KGB) في بيلاروس.
ويُتوقع أن يتم الإفراج عن نيكولاي م. في نهاية الشهر الجاري نظراً لاحتساب فترة توقيفه الاحتياطي، والتي بدأت مطلع عام 2023، ضمن مدة الحكم.
متهم ثانٍ وتفاصيل جديدة
أفادت صحيفة غازيتا فيبورتشا البولندية أن نيكولاي م. يعيش في بولندا منذ أكثر من عشر سنوات. وقد وُلد في مدينة لفيف الأوكرانية، ويتقن اللغة البولندية بطلاقة، وكان يعمل في تجارة صغيرة تنطوي على استيراد سلع من بيلاروس – وهي مهنة قالت النيابة إنها كانت غطاءً لنشاطه الاستخباراتي.
ويُعتقد أن نيكولاي تم تجنيده من قبل المخابرات البيلاروسية بسبب خلفيته التعليمية كمتخصص في النقل السككي واللوجستيات.
أما المتهم الثاني، المواطن البولندي برنارد س. (59 عاماً)، فقد وُجهت إليه تهمة أولية بمساعدة المتهم البيلاروسي عبر تأمين سكن له، قبل أن تُعدل المحكمة التهمة إلى عدم الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة، وفرضت عليه غرامة قدرها 7,000 زلوتي (نحو 1,650 يورو).
وكلا المتهمين اعترفا بالتهم خلال التحقيقات، بحسب “غازيتا فيبورتشا”، التي ذكرت أن نيكولاي م. قدّم تفاصيل دقيقة حول أنشطته والأهداف التي ركّز عليها.
سياق إقليمي متوتر
تأتي هذه القضية في ظل حملة بولندية واسعة لملاحقة عملاء استخبارات يعملون لصالح روسيا وبيلاروس، خصوصاً بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
وكانت السلطات البولندية قد وجهت، في وقت سابق من هذا الشهر، اتهامات بالإرهاب والتجسس إلى مواطنَين أوكرانيَين على خلفية ضلوعهما المزعوم في هجوم حارق دمّر أكبر مركز تجاري في وارسو العام الماضي، بتنفيذ من روسيا.
كما شهد العام الماضي سلسلة من أعمال التخريب، والتضليل الإعلامي، والهجمات السيبرانية التي تقول وارسو إنها نُفذت من قبل عملاء – غالباً من المهاجرين الأوكرانيين والبيلاروسيين – يعملون لصالح موسكو. ورداً على ذلك، أغلقت بولندا القنصليات الروسية في كل من بوزنان وكراكوف