بولندا سياسة
بولندا تطالب روسيا بدفع تعويضات عن أضرار الحرب
أعلنت بولندا أن على روسيا دفع تعويضات عن أضرار الحرب التي جرت بين البلدين في الفترة ما بين 1919 و1921.
ونقلت محطة إذاعة “راديو بولندا” عن نائب في البرلمان البولندي يان موسينسكي قوله إنه يعتبر “الجلوس إلى الطاولة والبحث في كيفية الحصول على تعويضات الحرب هذه” طلبا عادلا.
وأشار موسينسكي إلى أن بولندا وروسيا السوفياتية وقعّتا في عام 1921 على اتفاقية ريغا حول إنهاء الحرب بين البلدين، والتي قضت بإلزام روسيا السوفياتية دفع مبلغ 30 مليون روبل ذهبي لبولندا. ولفت النائب إلى أن هذه التعويضات لم يتم دفعها قط.
وأضاف موسينسكي أن الاتحاد الروسي هو “وريث قانوني لروسيا السوفياتية”، وينبغي عليه أن يفكر فيما “يجب فعله باتفاقية ريغا”، حسب تعبيره.
وأكد نائب وزير العدل البولندي باتريك ياكي أن “الروس يجب عليهم تحمل مسؤوليتهم عما فعلوه في بولندا”.
كما دعت بولندا في وقت سابق ألمانيا إلى دفع تعويضات عن أضرار الحرب العالمية الثانية. وقال ياكي في هذا السياق إن بولندا أنفقت “تريليونات من الزولوتيات” (العملة البولندية) لاستعادة البلاد بعد الحرب.
ولفت ياكي إلى أنه لو انفقت بولندا هذه الأموال على تطوير بنيتها التحتية بدلا من إصلاح المباني المدمرة، التي خلفتها الحرب، لكانت البلاد أقوى اقتصاديا ولحصل مواطنوها على ضعفي أجورهم ، “كما في الغرب”، حسب ياكي.
يذكر أن رئيسة الوزراء البولندية بياتا شيدلو أعلنت في وقت سابق أن بلادها تستحق الحصول على تعويضات حربية من الجانب الألماني على الأضرار التي ألحقتها ببولندا في الحرب العالمية الثانية.
بدورها، ترى الحكومة الألمانية مطالبة بولندا بدفع تعويضات لها عن الحرب مسألة مغلقة.
من المعروف أنه تم التوصل أثناء مؤتمر بوتسدام، الذي عقده زعماء كل من الاتحاد السوفياتي وبريطانيا والولايات المتحدة في يوليو وأغسطس عام 1945 بألمانيا لتحديد مصير أوروبا ما بعد الحرب، إلى اتفاقية أقرت بتلقي بولندا حصتها من التعويضات الحربية التي كان الاتحاد السوفياتي يحصل عليها لاحقا من جمهورية ألمانيا الديمقراطية (المنطقة الشرقية لألمانيا الحالية).
وبعد مرور عدة سنوات عقد الاتحاد السوفياتي وبولندا اتفاقية أوقفت جمع التعويضات من ألمانيا الشرقية اعتبارا من عام 1954.
وترى سلطات بولندا الحالية أن القرار بشأن رفضها تلقي التعويضات من ألمانيا في عام 1954 اتخذ بضغط من الجانب السوفياتي. وتؤكد وارسو أن هذا القرار غير موثق قانونيا.
من جانبه، قال النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف إنه لا توجد آفاق لحصول بولندا على التعويضات الحربية، سواء أكانت من روسيا أو ألمانيا، واصفا هذه المتطلبات بالهراء والطريق المسدود.
وأشار جباروف أنه على خلفية طرح بولندا هذه الطلبات تجاه روسيا وألمانيا، يبرز سؤال حول كيف يمكن تقييم حياة 600 ألف جندي سوفياتي قضوا من أجل تحرير بولندا من القوات الفاشية. وأكد جباروف أن “بولندا لن تستطيع تعويض ذلك أبدا”.
وشدد جباروف على أنه انطلاقا من منطق بولندا يمكن لروسيا أن تطلب منها تعويضات على أحداث وقعت في عام 1612، حين “تدخلت القوات البولندية في روسيا وجلست في الكرملين”، وكذلك يمكن لروسيا، حسب جباروف، توجيه طلب كهذا إلى فرنسا على خلفية الحرب في عام 1812 التي شنتها ضد روسيا.
وصف جباروف الحكومة البولندية الحالية بالقومية للغاية وغير القادرة على التوصل إلى حلول وسط، مضيفا أن “أوروبا بدأت تدرك ذلك وباتت تخشى من وارسو”.
وذكر السيناتور الروسي بأن بولندا بعد الحرب العالمية الثانية “حصلت بفضل زعيم الاتحاد السوفياتي جوزيف ستالين على أراض في بروسيا الشرقية (التي تضمها روسيا حاليا) مجانا تقريبا”، قائلا: “من العار على بولندا أن تشتكي. لتدفع ثمن هذه الأراضي أولا”.
المصدر: نوفوستي