بولندا وألمانيا تبحثان تعزيز الدفاع الصاروخي لحماية أوروبا من التهديدات الروسية
قال وزير الخارجية البولندي إن الدفاع الصاروخي القائم على التعاون بين بولندا وألمانيا يمكن أن يساعد في حماية أوروبا من الصواريخ الروسية التي قد تُطلق من كالينينغراد، وهي منطقة روسية غير متصلة بالبر الرئيس وتقع على بحر البلطيق.
وقال رادوسواف شيكورسكي في مقابلة نشرتها مجلة “بولتيكا” البولندية يوم الأربعاء: “نحن نتلقى إشارات بأنهم (الألمان) يرغبون في الحفاظ على علاقات وثيقة جدًا مع بولندا. قد تشير طريقة تقديم هذه القضية إلى مشاريع مشتركة جديدة”.
وأضاف شيكورسكي أنه يمكن دمج أنظمة الرادار البولندية مع الصواريخ الألمانية والتمويل. يُعد كالينينغراد الجزء الوحيد من روسيا الذي يحد بولندا، وهو أقرب بكثير إلى أوروبا الغربية من باقي روسيا.
التقى المستشار الألماني أولاف شولتس مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في وارسو يوم الأربعاء وناقشا السياسة الأوروبية، بما في ذلك الأمن والدفاع. لم يتفق الاثنان في عدة قضايا، بما في ذلك كيفية دعم أوكرانيا وتعويضات الحرب العالمية الثانية.
منذ أن بدأت الولايات المتحدة في التحول بعيدًا عن دورها التقليدي كضامن للأمن في أوروبا في عهد الرئيس دونالد ترامب، بدأ القادة الأوروبيون في مناقشة بناء إطار أمني مشترك، وقاعدة عسكرية-صناعية مشتركة، وربما جيش أوروبي مشترك.
التوترات المستمرة بين بولندا وألمانيا
من أبرز نقاط الخلاف بين برلين ووارسو خلال فترة شولتس كانت قضية تعويضات الحرب العالمية الثانية، حيث طالبت الحكومة البولندية السابقة بمبلغ قدره 1.3 تريليون يورو كتعويضات عن الأضرار التي لحقت بها خلال الحرب. الحكومة الألمانية، ممثلة بوزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، رفضت هذا المطلب معتبرة أن الملف قد أُغلق سابقًا.
وفي العام الماضي، عرضت حكومة شولتس تقديم 200 مليون يورو لدعم الضحايا البولنديين الأحياء، وهو عرض اعتبره رئيس الوزراء توسك غير كافٍ.
كما برزت قضية الهجرة كملف شائك آخر، بعد أن اتهمت الحكومة البولندية بمنح تأشيرات عمل لمهاجرين من آسيا وأفريقيا مقابل مبالغ مالية، ما دفع الحكومة الألمانية إلى استدعاء السفير البولندي للاحتجاج.
اختلافات حول دعم أوكرانيا
أظهرت الحرب الروسية على أوكرانيا تباينًا في السياسات بين البلدين. فقد رفض شولتس تزويد كييف بصواريخ تاوروس بعيدة المدى خشية تصعيد النزاع، بينما أبدى مسؤولون بولنديون، من بينهم وزير الخارجية رادوسواف شيكورسكي، دعمهم لتسليم هذه الصواريخ.
