بولندا مجتمع
بولندا وتاريخها الطويل مع الكهرمان “جوهرة بحر البلطيق”
إن ارتباط بولندا بالكهرمان له تاريخ طويل – يعود إلى العصر الحجري الحديث، حيث كان الإنسان يصنع أشياء من الكهرمان على الأراضي البولندية. يأخذك موقعCulture.pl في رحلة عبر تقاليد الحرف اليدوية الشعبية في منطقة كوربيا Kurpie ، والعصر الذهبي للكهرمان في بدايات مدينة جدانسك Gdańsk الحديثة، ونهضة حرفة صقل الكهرمان فيما بعد الحرب.
يقول العلم الحديث أن الكهرمان مصنوع من صمغ الراتنج Resin الذي يبلغ عمره حوالي 40 مليون سنة، خلّفته غابة ضخمة (“غابة الكهرمان”) نمت سابقاً في منطقة الدول الاسكندنافية حالياً. في ذلك الوقت؛ في الحقبة التي تسمى الإيوسين، كانت الأرض أكثر دفئًا من اليوم، فقد كان متوسط درجة الحرارة في أقطابها قد يصل إلى 20 درجة مئوية (68 درجة فهرنهايت). لهذا السبب احتوت الغابات الاسكندنافية القديمة على أشجار النخيل وأشجار القرفة وغيرها من نباتات المناخ الدافئ – مثل الأشجار الصنوبرية. الراتنج الناتج من هذه الأشجار بالذات هو الذي خلق هذه الحفرية الثمينة:
السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف أنتجت الأشجار هذه الكميات الكبيرة من الراتنج الذي ما زال بوسعنا العثور عليه بوفرة بعد مرور 40 مليون سنة؟ الجواب هو: لحماية نفسها. فعندما تصاب الشجرة، على سبيل المثال، بسبب حيوانات حفارة أو طيور أو رياح عاتية، فإنها تغطي الجرح بالراتنج كما لو كان ضمادة. في الغابة القديمة، حيث كان القانون الوحيد هو البقاء للأصلح، كان هناك الكثير من الجروح للتضميد- لذا، كان يجب إنتاج الكثير من الراتنج لشفائها. سقط بعضها من الأشجار وتحفّر وظل باقياً إلى عصرنا هذا كالكهرمان.
وصل هذا الأثر من الغابة الاسكندنافية إلى شواطئ بحر البلطيق – حيث لفظه البحر، وفي الساحل نفسه، حيث يقبع تحت الأرض. وبما أنه ناتج عن رد فعل تجاه الإصابة، فإنه يقارن أحيانًا باللؤلؤ، الذي تكوّنه الرخويات عندما تعزِل التهديدات المحتملة (مثل الطفيليات) التي دخلت إلى قوقعتها.
السفارة البولندية في مصر