توسك ومرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية يتجادلان علنًا بشأن الحرب في أوكرانيا
تجادل رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ومرشح الرئاسة البولندي كارول نافروتسكي بشأن مسؤولية أوروبا في بدء الحرب الشاملة ضد أوكرانيا ، الأمر الذي دعا رئيس الحكومة إلى المطالبة بسحب ترشيح نافروتسكي من الانتخابات الرئاسية.
في 18 فبراير، صرح نافروتسكي بأن “هناك فوضى تسود في أوروبا”، بسبب قرارات “النخب الأوروبية” بشأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي يزعم أنها جلبت الحرب والهجوم الروسي على أوكرانيا.
وأضاف: “تم توقيع اتفاق مع بوتين بفضل جهود النخب الأوروبية ورئيس الوزراء البولندي الحالي دونالد توسك. أوروبا غرقت لسنوات في دعم الاتحاد الروسي الذي شن الحرب”.
على خلفية هذا التصريح، توجه رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إلى رئيس حزب القانون والعدالة ياروسواف كاتشينسكي الذي يدعم نافروتسكي في الانتخابات، قائلاً: “ياروسواف هذه هي اللحظة الأخيرة لتغيير المرشح، إلا إذا أصبحت رواية الكرملين هي الخط الرسمي لحزب القانون والعدالة (PiS)”.
ومع ذلك، رد نافروتسكي المدعوم من حزب (PiS) بنفسه على منشور توسك، قائلاً: “السيد دونالد، المسؤول عن الحرب في أوكرانيا هو الاتحاد الروسي ما بعد الحقبة السوفيتية، لقد نسي أنني بينما كنت أعمل على هدم أكثر من 40 منشأة دعاية سوفييتية، كان هو يعقد اتفاقات مع بوتين كنائب لأنجيلا ميركل. أما بوتين، الذي كان يسير على الرصيف مع دونالد توسك، فإنه يريد أن يرسلني إلى معسكرات العمل لمدة 5 سنوات بسبب خدمتي للدولة البولندية، ولا أشكو من ذلك”.
وفي مساء الأربعاء، أكد هنريك كوفالتشيك، أمين صندوق حزب القانون والعدالة، في حديثه لوكالة الأنباء البولندية (PAP) أن الحزب “ليس لديه أي نية لتغيير المرشح”، مضيفًا: “هذا مجرد تمنٍّ من رئيس الوزراء، ربما هو من يود ذلك”.
وأوضح كوفالتشيك أن تصريحات نافروتسكي يجب فهمها في سياق أن العدوان الروسي على أوكرانيا جاء نتيجة تعاون الدول الأوروبية مع روسيا. وأضاف: “العمى الحقيقي لأوروبا في السنوات الأخيرة أدى إلى تغوّل روسيا”، مشيرًا إلى أن أوروبا ساهمت في إثراء روسيا من خلال العلاقات التجارية الوثيقة وبناء خط أنابيب الغاز، وهو ما مثّل دعمًا غير مباشر لموسكو.
كما علّق المتحدث باسم حزب القانون والعدالة، رافاو بوخينيك، على منشور رئيس الوزراء عبر منصة X، قائلًا إن سياسيين مثل دونالد توسك “قاموا بتمويل بوتين بالأموال على مدار سنوات، وهي الأموال التي يستخدمها اليوم لمهاجمة وتدمير أوكرانيا، ناهيك عن قتل الأبرياء”.
وأضاف: “إن سياستك وسلوك زملائك السياسيين هي التي أدت إلى نزع سلاح أوروبا، التي بدلاً من الجلوس إلى طاولة المفاوضات، تنظم جلسات تصوير في باريس”.
وفي مساء الأربعاء، علّق وزير الداخلية والإدارة البولندي، توماش شيمونياك، على تصريحات نافروتسكي، وكتب على منصة X: “مرشح حزب القانون والعدالة في الانتخابات الرئاسية لا ينبغي له أبدًا اتهام الاتحاد الأوروبي بأنه السبب في اندلاع الحرب في أوكرانيا”.
