بولندا سياسة

توسك يتعهد بعقوبات قاسية ضد مفتعلي الحرائق وسط حريق هائل في أكبر حديقة وطنية ببولندا

تعهد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك بفرض عقوبات صارمة على مرتكبي جرائم الحرق العمد، خاصةً في الحالات التي يتم فيها إشعال الحرائق لصالح أجهزة استخبارات أجنبية.

جاءت تصريحات توسك وسط حريق مستمر التهم حتى الآن نحو 450 هكتارًا من حديقة بيبجا الوطنية، أكبر متنزه طبيعي في بولندا. وأكد أن مثل هذه الأفعال يعاقب عليها بموجب قانون التجسس، مع عقوبات قد تتراوح بين السجن لمدة خمس سنوات والسجن مدى الحياة.

تقع حديقة بيبجا الوطنية في شمال شرق بولندا بالقرب من الحدود مع بيلاروسيا. وكانت البلاد قد شهدت العام الماضي سلسلة من حوادث الحرق العمد، والتي أثبتت التحقيقات ارتباط بعضها ببيلاروسيا وروسيا.

بدأ الحريق في حديقة بيبجا في 20 أبريل وما زالت الجهود مستمرة للسيطرة عليه. ووفقًا لآخر تحديث صادر عن وزارة الداخلية، فقد التهمت النيران نحو 450 هكتارًا من إجمالي مساحة الحديقة البالغة 60 ألف هكتار.

يشارك في عمليات الإطفاء نحو 300 رجل إطفاء، و100 جندي، و60 من حراس الغابات، بمساعدة خمس مروحيات تابعة لوكالة الغابات البولندية ومروحية تابعة للشرطة، حيث أُسقطت مئات اللترات من المياه فوق المنطقة المشتعلة.

ولا تزال الأسباب الدقيقة لاندلاع الحريق غير معروفة. وخلال تواجده في موقع الحريق، أعلن توسك: “أي حريق متعمد أو تصرف ينم عن تهور بالغ يجب أن يقابل بعقوبات صارمة. سنُدخل قواعد جديدة وانضباطًا أكبر”، مضيفًا: “أحيانًا تكون العقوبة الأشد هي السبيل لجعل الناس يدركون خطورة الموقف”، وأشار إلى أن هذه القضية ستُناقش خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم.

وأضاف توسك، في تصريحات نقلها موقع “أونيت” الإخباري: “إذا قرر مواطن بولندي القيام بعمل كهذا نيابةً عن أجهزة أمنية أجنبية، فهذا يُعد خيانة عظمى وفقًا للمادة 130 من القانون الجنائي، ولا مجال للنقاش في ذلك”.

كما وجه رئيس الوزراء الشكر إلى جميع الفرق البولندية المشاركة في مكافحة الحريق، قائلاً: “لا يمكنني المساعدة كثيرًا جسديًا، لكنني أود أن أعبر عن شكري لكم… أنتم تحمون كنزًا وطنيًا ثمينًا”.

وفي سياق متصل، حذرت وزارة الداخلية من محاولات احتيال مرتبطة بالكارثة، حيث أطلق محتالون حملات تبرعات وهمية باسم الحديقة الوطنية.

وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية ياكوب دوبجينسكي أن الشرطة تتعامل بالفعل مع هذه القضايا وستعمل على تحديد الجناة واعتقالهم.

وليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها الحديقة الوطنية حرائق مدمرة بهذا الحجم. ففي عام 2020، تسبب حريق ضخم – نشب نتيجة قيام مزارعين بإحراق الأعشاب بشكل غير قانوني – في تدمير نحو 5,300 هكتار من أراضي الحديقة، في أكبر حريق تشهده خلال 17 عامًا وربما في تاريخها بأكمله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم