دليل شامل لانتخابات الرئاسة في بولندا 2025
يتوجه البولنديون إلى صناديق الاقتراع خلال الشخر الجاري لاختيار رئيسهم للسنوات الخمس المقبلة. في هذا التقرير، نُقدم دليلًا مبسطًا يشرح ما تحتاج إلى معرفته عن الانتخابات: موعدها، وآلية التصويت، والمرشحون الأوفر حظًا، وما دار في الحملة حتى الآن، والتأثير المحتمل للنتائج على مستقبل بولندا.
متى تُعقد الانتخابات؟
تُقام الجولة الأولى من الانتخابات يوم الأحد 18 مايو 2025، من الساعة 7 صباحًا حتى 9 مساءً. إذا حصل أحد المرشحين على أكثر من 50% من الأصوات، يُنتخب رئيسًا مباشرة حتى عام 2030.
أما إذا لم يحصل أي مرشح على هذه الأغلبية – كما هو مرجح – تُجرى جولة ثانية بين المرشحين الأعلى تصويتًا يوم الأحد 1 يونيو 2025.
كيف تعمل الانتخابات الرئاسية في بولندا؟
خلافًا للانتخابات البرلمانية أو الأوروبية، تتسم الانتخابات الرئاسية بالبساطة. يصوّت كل مواطن بولندي، داخل البلاد أو خارجها، لصالح مرشح واحد فقط من قائمة موحدة تضم جميع المرشحين المسجلين.
يُنتخب الرئيس بمن يحصل على الأغلبية المطلقة (أكثر من 50%) في الجولة الأولى، أو يفوز من يحصل على الأكثر في الجولة الثانية.
من يحق له التصويت؟
كل من يحمل الجنسية البولندية ولم يُحرم من حق التصويت قانونيًا يمكنه المشاركة.
ما المقصود بـ”الصمت الانتخابي”؟
تُحظر أي دعاية سياسية قبل الانتخابات بيوم واحد ويوم التصويت ذاته حتى الساعة 9 مساءً. يشمل ذلك التصريحات، الملصقات، المنشورات، وحتى المنشورات على الإنترنت (رغم أن المواد المنشورة مسبقًا يمكن أن تبقى).
وتُفرض غرامة انتهاك هذا الصمت قد تصل إلى مليون زلوتي.
متى ستُعلن النتائج؟
بمجرد إغلاق صناديق الاقتراع، تصدر وكالة Ipsos استطلاعًا أوليًا مبنيًا على بيانات من 500 مركز اقتراع. وغالبًا ما تكون نتائجه دقيقة.
النتائج الرسمية تُعلن في غضون يوم أو اثنين، كما حدث في انتخابات 2020.
لماذا هذه الانتخابات مهمة؟
الرئيس في بولندا لا يدير الشؤون اليومية، لكنه يملك حق الفيتو على القوانين التي يقرها البرلمان – ولا يمكن تجاوز هذا الفيتو إلا بأغلبية ثلاثة أخماس.
نظرًا لأن الحكومة الحالية لا تملك هذه الأغلبية، فوجود رئيس متعاون أمر حاسم لإنجاز مشاريعها، كالإصلاحات القضائية، وتحرير قوانين الإجهاض، ودعم حقوق مجتمع المثليين.
الرئيس القادم سيؤثر أيضًا على الانتخابات البرلمانية المقبلة في 2027 وما يليها من سياسات.
من هم المرشحون؟
13 مرشحًا اجتازوا شروط الترشح – وهو رقم قياسي – ومن بينهم:
رافاو تشاسكوفسكي (المنصة المدنية – PO): عمدة وارسو ومرشح الوسط، ويتصدر الاستطلاعات بـ33–40%.
كارول نافروتسكي (مدعوم من PiS): مؤرخ ورئيس معهد الذاكرة الوطنية، ويحتل المركز الثاني بـ20–30%.
سوافومير مينتزن (الكونفدرالية – Konfederacja): مرشح أقصى اليمين، بدأ بحوالي 10% وبلغ 20% قبل أن يتراجع مجددًا.
مرشحون آخرون بارزون: سيمون هولونيا (بولندا 2050)، ماغدالينا بيجات (اليسار)، أدريان زاندبرغ (حزب “معًا”).
على ماذا ركزت الحملة؟
الهجرة والأمن هما المحوران الرئيسيان في الحملة، في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، والتوترات مع بيلاروسيا، وصعود ترامب.
تشاسكوفسكي: رغم خلفيته الليبرالية، تبنى مواقف صارمة نسبيًا حيال الهجرة، ودعا لزيادة ميزانية الدفاع لـ5% من الناتج المحلي.
نافروتسكي: دعا لتقديم الأولوية للبولنديين في الرعاية الصحية والتعليم، وأعرب عن رفضه لانضمام أوكرانيا للناتو أو الاتحاد الأوروبي.
مينتزن: دافع عن ترحيل المهاجرين بدلًا من دمجهم، ودعا إلى اتفاق مع بوتين لإنهاء الحرب، إلى جانب خطط اقتصادية ليبرالية متطرفة.
هل هناك مناظرات تلفزيونية؟
عُقدت مناظرتان في 11 أبريل، حضرهما 8 من المرشحين، في أجواء وصفت بـ”الفوضوية”. لاحقًا نظمت قناة Republika مناظرة أخرى.
ومن المتوقع أن تُعقد مناظرة إضافية على قناة TVP الحكومية يوم 12 مايو، مع احتمال تنظيم أخرى من قنوات خاصة.
هل ستُقبل نتائج الانتخابات؟
تشوب العملية شكوك بشأن شرعية غرفة المحكمة العليا المكلفة بتصديق النتائج، لأنها تشكلت خلال إصلاحات قضائية مثيرة للجدل من قبل PiS.
ورغم أن نفس الغرفة صدقت على نتائج انتخابات 2023، إلا أن الحكومة الحالية لا تعترف بها، مما قد يثير جدلاً إذا اعترضت أطراف معينة على نتائج الانتخابات المقبلة.
