رئيس مكتب الأمن القومي البولندي عن التحركات العسكرية: “يجب أن تُقرع نواقيس الخطر”
قال الجنرال داريوش وكوفسكي رئيس مكتب الأمن القومي البولندي (BBN)، إن الدروس المستخلصة من العمليات العسكرية الأخيرة التي نفذتها أوكرانيا داخل روسيا، وكذلك إسرائيل في إيران، يجب أن تكون مدعاة للقلق. وأضاف أن هيئات الأركان العسكرية حول العالم تفكر حاليًا في كيفية تقليل مخاطر هذه الهجمات، مؤكدًا: "لا أعتقد أنه يمكن القضاء عليها تمامًا".

الطائرات المسيّرة تغير وجه الحرب
وفي حديثه مع وكالة الأنباء البولندية (PAP)، أشار الجنرال وكوفسكي إلى عملية “شبكة العنكبوت” التي نفذتها القوات الأوكرانية ضد سلاح الجو الروسي باستخدام طائرات مسيّرة صغيرة، واصفًا إياها بأنها ضربة مفاجئة وقوية للبنية الجوية الاستراتيجية الروسية.
وأوضح: “من السهل تخيل سيناريو، على سبيل المثال، يقوم فيه طائرة درون تجارية بإلقاء زجاجة حارقة على منشأة في غابة خلال موسم الجفاف، ما قد يتسبب في إشعال حريق هائل. تنفيذ هجوم كهذا لا يتجاوز تكلفته مئات الدولارات، لكنه قادر على إحداث أضرار جسيمة”.
كما تناول الهجمات الإسرائيلية على إيران، مؤكدًا أن استخدام الطيران والطائرات بدون طيار منح إسرائيل سيطرة جوية وضربات فعّالة ضد منشآت إيرانية حساسة، من ضمنها المرتبطة بالبرنامج النووي.
حماية البنية التحتية الحيوية: مهمة صعبة ومكلفة
أكد وكوفسكي أن الدروس المستفادة من هذه العمليات ينبغي أن تثير القلق لدى جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة. وأضاف أن: “حماية البنى التحتية، حتى من هجمات الطائرات الصغيرة التجارية، أصبحت اليوم مهمة صعبة جدًا. تكلفة حمايتها تفوق بكثير تكلفة التكنولوجيا المستخدمة في الهجوم”.
وأشار إلى أن الكثير من الدول والجيوش تطور تقنياتها الهجومية بالطائرات المسيّرة بشكل أسرع من قدراتها الدفاعية ضدها، مما يمثل تحديًا كبيرًا.
التحدي الأكبر: نظام حماية متكامل
وصف الجنرال بناء نظام قادر على حماية البنية التحتية الحيوية المدنية والعسكرية بأنه تحدٍ كبير. وأوضح أنه لا يتعلق فقط ببناء وسائل دفاع، بل يتطلب أيضًا إنشاء أنظمة احتياطية مرنة تضمن استمرارية العمل حتى في حال تعطل أو تدمير أحد مكوناتها.
وأضاف أن حماية هذه البنى في أوقات السلم تطرح تساؤلات معقدة، مثل استخدام وسائل دفاعية حركية (كالصواريخ) لإسقاط الطائرات المسيّرة، وهو ما قد يشكل خطرًا على المدنيين والبيئة المحيطة.
وأكد: “بناء نظام يوفر الحماية القصوى سيتطلب موارد مالية هائلة، ويجب أن يُبنى بهدف تقليل جميع أنواع المخاطر. لكن، هل يمكن القضاء عليها تمامًا؟ أنا مقتنع أن ذلك غير ممكن. سنبقى في سباق دائم مع تطور التكنولوجيا الهجومية”.
تنظيم قانوني ورفع الوعي
كما شدد رئيس مكتب الأمن القومي على ضرورة:
تحديد قائمة بالبُنى التحتية الحيوية ومعرفة الترابط بينها،
إلزام الشركات الخاصة والعامة، مثل شركات الكهرباء والسكك الحديدية، باتخاذ إجراءات حماية ذاتية لما تديره.
وأشار إلى أن التوجيه الأوروبي NIS2 لعام 2022 الخاص بالأمن السيبراني، يلزم الدول الأعضاء بالقيام بهذه الخطوات.
وأكد أن الوعي هو الأساس، موضحًا أن بعض مشغلي البنى التحتية قد لا يدركون أنهم يمثلون جزءًا من البنية التحتية الحيوية. لذلك من المهم إخضاعهم للإطار القانوني المناسب، وفرض الرقابة والتفتيش عند الضرورة.