بولندا مجتمع

سياسيون من حزب القانون والعدالة ضد فنانين سود البشرة .. موسيقيون من السنغال ضحايا لخطاب الكراهية المعادي للهجرة

في حادثة أثارت جدلاً واسعاً في بولندا، تعرض موسيقيون من السنغال لهجوم عنصري من قبل سياسيين ينتمون لحزب القانون والعدالة (PiS)، على الرغم من أنهم قدموا إلى مدينة غورزوڤ بشكل قانوني للمشاركة في مهرجان للرقص.

سياسيون من القانون والعدالة ينشرون معلومات مضللة

قام اثنان من السياسيين المحليين من حزب القانون والعدالة بنشر صورة لأعضاء الفرقة الموسيقية السنغالية، وزعموا زوراً أنهم مهاجرون غير شرعيين وصلوا إلى المدينة. الهدف من ذلك كان إظهار ما وصفوه بفشل الحكومة التي يقودها دونالد توسك في التصدي لـ “المدّ” المزعوم للهجرة غير الشرعية.

كتبت الوزيرة السابقة إلزبيتا رافالسكا كتبت على وسائل التواصل: “دونالد توسك يهاجم حركة الدفاع عن الحدود، ويجب وضع حد لهذا. تدفّق الأجانب غير الخاضع للرقابة جارٍ في مدينتنا غورزوڤ”.
أما السياسي ياروسواف بوروفيخ فكتب ببساطة: “المهاجرون وصلوا إلى غورزوڤ”.
الصورة التي نُشرت كانت من الفعالية الثقافية، حيث كان الموسيقيون يشاركون بشكل قانوني ورسمي.

“لا أحد يستحق هذه المعاملة”

رغم أن الصورة حُذفت لاحقاً وقدم السياسيان اعتذارات علنية، إلا أن منظمي المهرجان عبّروا عن غضبهم ودهشتهم من الحادثة. قال كشيشتوف شوبيلوك، مدير مركز الشباب للثقافة في غورزوڤ والمنظم لمهرجان “Folk Harbor”: “كانت هذه أخباراً مؤلمة للغاية. لا أحد يستحق مثل هذا النوع من المعاملة أو أن يُقال عنه إنه ضيف غير مرغوب فيه في غورزوڤ.”

اعتذارات متأخرة من السياسيين

في تحول نادر، اعترف السياسيان بخطئهما وقدما اعتذارات مباشرة للموسيقيين السنغاليين. كتبت رافالسكا: “لم تكن لدي نوايا سيئة… أعتذر للموسيقيين. كانت هذه تجربة تعليمية لي.”
أما بوروفيخ فكتب: “لقد ارتكبت خطأ، وأعتذر عنه الآن.”

الشرطة توفر الحماية للموسيقيين

رداً على الحادثة، أكدت الشرطة المحلية أنها وفّرت حماية خاصة للموسيقيين السنغاليين، في ظل تصاعد الخطاب العدائي ضد الأجانب.

ظاهرة متكررة وخطيرة

ليست هذه الحادثة الأولى التي يستخدم فيها سياسيون من حزب القانون والعدالة خطاب التخويف من الأجانب، وغالباً ما يتم ذلك عبر نشر معلومات كاذبة دون تقديم اعتذارات. إلا أن الضغط الإعلامي والجماهيري هذه المرة أجبر الطرفين على الاعتراف العلني بالخطأ.
ويعكس هذا الحدث مرة أخرى التوتر المتصاعد في بولندا بشأن الهجرة واستخدام السياسيين للخوف من الآخر كسلاح سياسي، حتى عندما يتعلق الأمر بفنانين قدموا للمشاركة في مهرجان ثقافي قانوني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم