شركة هواوي الصينية “تطرد” موظفا اعتقل في بولندا بتهمة التجسس
أعلنت شركة الاتصالات الصينية العملاقة “هواوى” السبت طرد موظف صيني يعمل لديها بعد اعتقاله في بولندا بتهمة التجسس، في محاولة من الشركة لتنأى بنفسها من هذه القضية وسط شكوك غربية في أنها تعمل بالوكالة لصالح أجهزة أمنية صينية.
ويأتي اعتقال الموظف الصيني وينغ ويجينغ هذا الأسبوع بعد توقيف المديرة المالية لهواوي في كندا، وسعي الولايات المتحدة لوضع الشركة على القائمة السوداء على المستوى الدولي بسبب مخاوف أمنية.
وبينما دافعت الحكومة الصينية بشراسة عن المديرة المالية مينغ وانتشو وطالبت باطلاق سراحها، فان الشركة العملاقة عمدت بسرعة الى طرد وانغ الذي يعمل لدى مكتبها التمثيلي في بولندا.
وقالت الشركة في بيان لفرانس برس “إن تصرفاته المزعومة لا علاقة لها بالشركة”.
وأضافت “بناءً على قواعد وشروط عقود العمل في هواوي، اتخذنا هذا القرار لأن الحادث موضع التحقيق أساء الى سمعة الشركة”.
وأشار البيان الى أن “هواوي تلتزم بكل القوانين والقواعد في البلاد التي تعمل بها، ونحن نطلب من كل موظف أن يلتزم بها”.
واعتقل ايضا الثلاثاء الى جانب وانغ موظف بولندي بتهمة العمل لصالح “الأجهزة الأمنية الصينية والإضرار ببولندا”، وفق المتحدث باسم الأجهزة الخاصة البولندية ستانيسلاف زارين.
وقال المتحدث ان أماكن سكنهما وعملهما تم تفتيشها، مضيفا ان المتهم البولندي عمل “في عدة مؤسسات تابعة للدولة”.
ولفتت الخارجية الصينية الجمعة الى انها “مهتمة بدرجة عالية جدا” بالقضية، وذكرت لاحقا انها تسعى لترتيب زيارة قنصلية لوانغ في أسرع وقت.
وطلبت السفارة الصينية في بولندا ايضا من وارسو أن “تضمن بشكل فعال الحقوق والمصالح المشروعة والمعاملة الانسانية والآمنة للشخص المتورط”.
-مخاوف غربية
ونقلت وسائل اعلام بولندية ان “ستانيسلاف وانغ”، الاسم البولندي لموظف هواوي المعتقل، عمل لدى القنصلية الصينية في غدانسك في بولندا قبل انتقاله الى شركة الاتصالات الصينية، وفق صفحته على موقع لينكدإن.
وعمل وانغ المتخرج من جامعة بكين للدراسات الخارجية مديرا للعلاقات العامة في “هواوي” لأكثر من خمس سنوات قبل ان يصبح مدير المبيعات فيها عام 2017.
وتعتبر هذه القضية النكسة الثانية ل”هواوي” في شهرين.
فقد أوقفت المديرة المالية للشركة مينغ واتشو في فانكوفر في 1 كانون الأول/ديسمبر بطلب من الولايات المتحدة التي اتهمتها بانتهاك العقوبات المفروضة على ايران.
ومينغ هي ابنة مؤسس “هواوي” رين جينغفي، المهندس السابق في جيش التحرير الشعبي الصيني.
وبعد توقيفها اعتقلت الصين كنديان بتهمة تعريضهما الأمن القومي للخطر، وهو ما اعتبر ردا انتقاميا من بكين.
وأثار اعتقال مينغ شعورا وطنيا عارما في الصين، وشجعت الشركات الصينية موظفيها على اقتناء هواتف هواوي وقدمت أخرى مساعدات للموظفين لشرائها.
-“لا دليل”
وأعلنت هواوي في كانون الأول/ديسمبر انها تتوقع ان تحقق زيادة بنسبة 21 بالمئة في الأرباح لعام 2018 رغم “المعاملة السيئة” حول العالم، ومنع عدة دول لتقنياتها في مجال الاتصالات.
والشهر الماضي قالت شركة “بي تي” للاتصالات الأكبر في بريطانيا انها ستزيل معدات “هواوي” من شبكاتها بعد ان وصف جهاز المخابرات الخارجي الشركة الصينية بأنها خطر أمني.
كما فرضت استراليا ونيوزيلندا حظرا مشابها، وبين تحالف “العيون الخمسة” الاستخباري، الذي يضم استراليا ونيوزيلندا وكندا وبريطانيا واستراليا، بقيت كندا الدولة الوحيدة التي لم تتخذ خطوات ضد الشركة الصينية.
ورفضت هواوي المخاوف الغربية وقالت ان “لا أدلة” على انها تشكل تهديدا للأمن القومي لأي بلد في العالم.
ورغم معاناة “هواوي” في العديد من البلدان، الا انها ذكرت العام الماضي انها وقعت مذكرات تفاهم لتزويد 45 شركة للاتصالات في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية بمعدات “الجيل الخامس”.
AFP