بولندا سياسة
صراع الصليب بين فرنسا وبولندا .. بولندا تحتج على قرار فرنسا إزالة الصليب من تمثال بابا الفاتيكان الأسبق
احتجت بولندا على قرار فرنسا إزالة الصليب من تمثال بابا الفاتيكان الأسبق يوحنا بولس الثاني، بولندي الأصل، في مدينة بلويرميل، بموجب قانون العام 1905 القاضي بفصل الكنيسة عن الدولة.
وتعهدت بيآتا شيدلو، رئيسة الوزراء البولندية، اليوم الأحد، بأن “الحكومة البولندية ستبذل كل جهدها من أجل إنقاذ تمثال مكرس لأحد مواطنيها”.
وقالت إن بولندا “اقترحت نقل التمثال إلى بولندا في حال وافقت السلطات الفرنسية وسكان المدينة على ذلك”.
وقالت رئيسة الوزراء البولندية، إن البابا يوحنا بولس الثاني أوروبى عظيم يرمز إلى أوروبا مسيحية موحدة، معتبرة أن فرض اللباقة السياسية والعلمانية يفسح المجال لقيم ثقافية دخيلة تؤدي فى المحصلة زرع الإرهاب اليومي فى حياة الأوروبيين.
من جانبه، قال نائب وزير الثقافة البولندى، ياروسلاف سيلين:”إزالة الصلبان من الأماكن العامة خير دليل على المرض الذي أصاب جزءا من الحضارة الأوروبية التى كان الدين المسيحي حجرها الأساس فيها”.. “من اللافت أننا لا نشهد ضغوطا فى فرنسا من أجل إزالة رموز أديان أخرى، مثل الإسلام”.
وذهب المتحدث باسم مكتب الرئيس البولندى، بافيل شيفيرناكير أبعد من ذلك، حين قال نعيش فى أيام حرب بين الحضارات، إن الانحراف عن حضارتنا الأوروبية يمهد للقيم التي ترعب غرب أوروبا يوميا.
وتأتي هذه التصريحات البولندية بعد أن أكد المجلس الحكومي الفرنسي، الجمعة الماضى، قرار المحكمة بإزالة الصليب من تمثال البابا يوحنا بولس الثانى، الذى كان البابا البولندى الأول فى تاريخ الكنيسة الكاثوليكية وأعلنته الكنيسة قديسا.
وقرار المحكمة الفرنسية قرار نهائى غير قابل للطعن، ويتعين على سلطات مدينة بلويرميل إزالة الصليب فى غضون 6 أشهر، وفى حال عدم تنفيذها القرار سيتم تفكيك التمثال.
وأثار هذا القرار جدلا فى المجتمع الفرنسي أيضا، رغم أن فرنسا بلد علماني منذ أكثر من مئة سنة.
وقال عمدة مدينة بلويرميل، باتريك لى ديفون: “لا أريد أن أكون العمدة الذى سيحيل هذا التمثال إلى خزانة”.. “حالة من خيبة الأمل تسود المدينة الآن”، إذ غالبية السكان يؤيدون بقاء التمثال كما هو.
يشار إلى أن التمثال نحته الفنان زوراب تسيريتيلى الروسى من أصل جورجى، وقدمه كهدية لمدينة بلويرميل عام 2006، حين نصب وسط ساحة المدينة.
RT