عشية زيارة بايدن … خبير بريطاني في الشؤون الروسية يشرح موقف روسيا من الغرب

قال إدوارد لوكاس ، الخبير البريطاني في الشؤون الروسية ،عشية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الى بولندا إن “دور بولندا في نظام الأمن الأوروبي قد ازداد بشكل كبير ودائم ، خاصة بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا ، وترى الولايات المتحدة أنها ، إلى جانب بريطانيا ، يشكلان حليفًا رئيسيًا”.

واضاف إن تحويل ميزان القوى في الناتو إلى الشرق ليس ظاهرة جديدة ، ولكنه استمرار للعملية التي بدأت عندما انضمت بولندا وجمهورية التشيك والمجر إلى الحلف. ومع ذلك ، فإن الحقيقة هي أن هذه العملية قد تسارعت بشكل كبير منذ اشتداد الحرب الروسية في أوكرانيا

في الوقت نفسه ، نرى ضعف المركز الجيوسياسي القديم لأوروبا ، وهو التحالف الفرنسي الألماني. ويضيف أنه لم يتم إحياؤه منذ أن تركت أنجيلا ميركل منصبها وشغله أولاف شولتز .

بولندا في مجال الرؤية الأمريكية

يقول لوكاس ، أعتقد أن بولندا دخلت مجال الرؤية الأمريكية لأول مرة خلال حرب الخليج ، حيث لعبت وحدة GROM الخاصة دوراً مهماً آنذاك .

ويعتقد أن هذا التحول في ميزان القوى في نظام الأمن الأوروبي هو عملية دائمة. طالما هناك مشكلة مع روسيا – وسنبقى كذلك لعقود – ستكون بولندا في مركز الاستجابة لها. بولندا ، كدولة مجاورة لكالينينجراد ، هي أمر حاسم للدفاع عن الجانب الشرقي ، وتأمين دول البلطيق ، مشيرًا إلى ضرورة تكثيف التعاون العسكري بين بولندا وليتوانيا وبولندا إستونيا.

الإيمان الساذج للغرب في العودة إلى العمل مع روسيا 

من السذاجة أن يعتقد الغرب أنه إذا خسر بوتين الحرب أو أطاح به أحد من السلطة ، فسيكون من الممكن العودة إلى التعاون والعمل مع روسيا كالسابق. لأنه من المرجح أن تكون روسيا صعبة للغاية بعد الحرب ، سواء كانت روسيا منتصرة أو مهزومة ، سواء مع بوتين أو ما بعد بوتين.

في مثل هذه الحالة ، ستكون هناك دعاية مفادها أن روسيا هُزمت ليس من قبل الأوكرانيين ، ولكن من قبل الناتو ، لذلك ستكون هناك مشاعر قوية جدًا معادية للغرب. لذلك سيكون هناك مشكلة طويلة الأمد مع روسيا .

و هذا الاعتقاد لا يزال متجذرًا بعمق في فرنسا وألمانيا ، وبالتالي لا يعتقد أن هذين البلدين يمكنهما لعب دور بناء وحاسم في ضمان الأمن الأوروبي. هذا الدور متوقع للولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وبولندا.

إدوارد لوكاس صحفي وخبير في القضايا الروسية والقضايا الأمنية ، وكان في الماضي مراسل صحيفة “الإيكونوميست” الأسبوعية في موسكو ، والمرتبط حاليًا بصحيفة “التايمز” ، وكخبير في مؤسسة الفكر الأمريكية. مركز تحليل السياسة الأوروبية.