بولندا مجتمع

كيف ينظر البولنديون الى صراع إسرائيل–إيران ؟

يرى عالم الاجتماع د. مارك شوبسكي من جامعة وارسو أن الصراع بين إسرائيل وإيران لا يثير مشاعر قوية لدى البولنديين، كما أن التهديدات القادمة من الشرق لا تؤدي إلى تعبئة مجتمعية واسعة.

 

وقال في حديثه لموقع PolskieRadio24.pl: “أشعر أن مجتمعنا ينجح في بناء نوع من الحاجز النفسي تجاه هذه الأحداث”.

البولنديون وصراع إسرائيل–إيران: “معظمهم غير مهتم”

بدأت إسرائيل عمليات عسكرية ضد إيران في 13 يونيو ضمن عملية أطلقت عليها اسم “الأسد الصاعد”، وادعت تل أبيب أن هدفها منع طهران من امتلاك السلاح النووي. كما شاركت الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب في النزاع.
ووفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة SW Research لصالح صحيفة Rzeczpospolita في 20 يونيو:
52.3% من البولنديين قيّموا العملية الإسرائيلية ضد إيران بشكل سلبي.

بينما:

17.1% نظروا إليها بشكل إيجابي،

14.1% كانوا محايدين،

16.5% لم يسمعوا بها أصلًا.

قال د. شوبسكي: “غالبية المجتمع غير مهتمة بشكل خاص بالأحداث البعيدة عن واقعهم اليومي. كلما كانت تلك الأحداث بعيدة عن تجربتهم الشخصية، قلّ تأثيرها العاطفي عليهم.”
وأضاف أن الصراع في الشرق الأوسط قد يعزز بعض الصور النمطية السائدة في بولندا عن شعوب تلك المنطقة.
وأشار أيضًا إلى تصاعد النزعة “التمركز حول الذات” (الإثنوسنترية) في المجتمع البولندي: “الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وخاصة جولتها الأولى، أظهرت تعمقًا في الأحكام المسبقة ضد الأقليات المختلفة ، كما ظهرت مواقف تُصنَّف بأنها إثنوسنترية، ترى الجماعات الخارجية كنوع من التهديد للمجتمع.”

قلة الإهتمام

يرى د. شوبسكي أن أحد أسباب انخفاض مستوى التعبئة لدى البولنديين هو قلة التعرض المباشر لصدمات الحروب في العقود الأخيرة: “على مدى 80 عامًا، لم يمرّ المجتمع البولندي بتجارب صادمة حربية مثل غيره من الشعوب ، كان من الممكن أن تدفع الأحداث الجارية خلف حدودنا الشرقية (في أوكرانيا) إلى مستوى أعلى من التعبئة المجتمعية، لكن ذلك لم يحدث.”
ويُضيف: “غياب هذه الخبرات المباشرة قد يفسّر ردة الفعل الباهتة نسبيًا، فالمجتمع لم يُدرب على رؤية هذه التهديدات كوجودية.”

حاجز نفسي لحماية الحياة اليومية

يتابع: “يبدو أن المجتمع البولندي ينجح، إلى حدٍّ ما، في بناء حاجز نفسي يحوّل هذه الأحداث إلى تجارب بعيدة.”
وأشار إلى أن: وجود عدد كبير من اللاجئين والمهاجرين الأوكرانيين في بولندا – الذين خاضوا فعليًا هذه الصراعات – لا يولد شعورًا جماعيًا بالصدمة المشتركة ، بل يتم التعبير عنه من خلال التعاطف والمساعدة، لا الإحساس بخطر وجودي مشترك.

وقال: “ربما يكون هذا نوعًا من آلية الدفاع الذاتي – إنكار التهديد قد يكون وسيلة للبقاء في حالة شعور بالأمان، لأن الاعتراف به يتطلب ردة فعل قوية ومكلفة نفسيًا.”

كيف نعرف أن المجتمع واعٍ بالخطر؟

عند سؤاله عن المؤشرات التي تدل على وعي المجتمع بالتهديدات المحتملة، أجاب د. شوبسكي: “أولًا، يجب أن يكون هناك مستوى أعلى من التماسك الاجتماعي، والاتفاق على المهام التي يجب أن يتحملها المجتمع بأكمله.”
وأشار إلى أن: هناك بالفعل مشاركة سياسية مرتفعة نسبيًا (كما يظهر من نسب التصويت)، لكن في المجتمعات التي تمر بمستويات تهديد حقيقي، نسبة التعبئة تصل إلى 90% أحيانًا.

واختتم بقوله: “في أوقات الخطر، يصبح التعاون أهم من الاختلافات ، هذه من المؤشرات على أن المجتمع يدرك أهمية الوحدة في مواجهة التهديدات.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم