بولندا سياسة

لندن ووارسو تستعدان لمواجهة موسكو وبرلين!

اتفقت وارسو ولندن على تعزيز التعاون في مجالات الدفاع والأمن والإعلام في توجه يرى المراقبون فيه أنه يستهدف روسيا وألمانيا.

وترسخ التفاهم الدبلوماسي والأمني البولندي البريطاني خلال محادثات أجراها وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيين بوريس جونسون وغيفين ويليامسون مع نظيريهما البولنديين ياتيك تشابوتوفبتش وماريوش بلاشاك في وارسو الخميس الماضي.

ويبدو أن التقارب مع بريطانيا يشكل عنصرا مهما في استراتيجية تسعى من خلالها بولندا لأن تتحول إلى قوة إقليمية مؤثرة، فعروض وارسو لاحتضان قوات وقواعد عسكرية بريطانية وأمريكية لا ينجم عن مخاوفها من “الخطر الروسي”، بقدر ما هي تعكس اعتقاد القادة البولنديين بأن زيادة الوزن العسكري سيترجم إلى وضع بلادهم السياسي كدولة محورية في شرق أوروبا تتولى الوساطة بين دول الاتحاد السوفيتي السابق وفي مقدمتها أوكرانيا، والغرب.
مواقف متشابهة شرقا وغربا

تلاقي أولويات الساسة الخارجية في كل من وارسو ولندن يسهل تمتين التعاون، فشرقا تتفق العاصمتان على ضرورة التصدي لما تصفانه بـ”حملة التضليل الإعلامي الروسية”، كما أظهر البلدان استجابات مماثلة لكل الأزمات الدبلوماسية ابتداء من أحداث أوكرانيا 2014 وقضية تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا مارس الماضي.

أما غرباً، فتواجه لندن ضغطا قويا من برلين وباريس بشأن الخلافات الاقتصادية والمالية في المفاوضات حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بينما لا تطرح وارسو أي مطالب للبريطانيين بهذه الصدد.

في المقابل، وعندما تعرضت بولندا لانتقاد الاتحاد الأوروبي الذي اعتبر أن إصلاحاتها الدستورية تعزز السلطة التنفيذية على حساب القضائية وتغذي النزعات التسلطية، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنها لا تشاطر موقف بروكسل هذا ووصفت ما يجري في بولندا بأنه “شأن داخلي”.

بالإضافة إلى ذلك، يستند التحالف البولندي البريطاني المتبلور إلى هواجس الماضي، حيث لم ينس البولنديون الجرائم التي ارتكبها النازيون الألمان ضدهم خلال الحرب العالمية الثانية، وتنشيط تطلعات برلين السياسية في عهد المستشارة أنغيلا ميركل يعيد إلى ذاكرتهم مخاوف تاريخية دفينة، علّ نشر قوات أمريكية وبريطانية في أراضيهم أن يخففها.
مخاطر على روسيا

ويرى المراقبون أن تضافر جهود وارسو ولندن قد يلحق ضررا بمصالح روسيا على محورين، أولهما مسألة أنابيب “السيل الشمالي-2” لضخ الغاز من روسيا إلى شمال أوروبا والذي تعارضه بولندا بشدة، وتحظى في ذلك بتأييد لندن، مقابل موقف برلين ذات المصلحة في إنجاز هذا المشروع.
والمحور الثاني يتمثل في علاقات روسيا بحلف الناتو، الذي يوجه قادته لموسكو في الفترة الأخيرة رسائل تطالب بضرورة تحسين العلاقات الثنائية، فيما ترفض بولندا وبريطانيا هذا التوجه وقد تحاولان خلال قمة الحلف الشهر المقبل تفريغ البيان الختامي من أي إشارات إلى احتمال التطبيع.

المصدر: نوفوستي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم