مجلس المستشارين المغربي يجري مباحثات مع مجلس الشيوخ البولندي حول سبل تعزيز العلاقات بين البلدين
التقى رئيس مجلس المستشارين المغربي، النعم ميارة، الإثنين بوارسو، مع رئيس مجلس الشيوخ البولندي، توماش غرودسكي، وتمت مناقشة العلاقات الودية التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية بولندا .
و بحسب بيان للمجلس قال رئيس مجلس المستشارين، أن الحوار السياسي المنتظم بين البلدين يعكس التزامهما القوي بتعزيز شراكتهما، مذكرا في هذا السياق بتزايد عدد الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والقضائية والسياحية والعلمية والثقافية.
وأشاد ميارة بتطابق وجهات النظر بين البلدين بشأن القضايا الإقليمية والقارية والدولية، وبتقاسم العديد من المبادئ الأساسية، ولاسيما تلك المتعلقة باحترام السيادة والوحدة الترابية للدول وتعزيز السلم والاستقرار والتنمية.
وفي هذا الإطار أكد رئيس مجلس المستشارين على موقف المغرب من النزاع الروسي – الأوكراني الذي يقوم على مبادئ الحفاظ على سيادة الدول، وعدم المس بوحدتها الترابية والتدخل في شؤونها الداخلية والالتزام بحل الخلافات بالحوار والتفاوض.
وبخصوص الوحدة الترابية للمملكة المغربية، جدد ميارة الترحيب بموقف الحياد الإيجابي لبولندا، من خلال التأكيد على دعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سلمي لهذا النزاع المفتعل في ظل احترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأبرز بهذه المناسبة الدينامية التي يشهدها ملف الصحراء المغربية على أساس مخطط الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية كحل جدي وذي مصداقية، مذكرا بالمواقف الإيجابية التي عبرت عنها في هذا السياق العديد من الدول الأوروبية، لاسيما إسبانيا وألمانيا، إضافة للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وافتتاح قنصليات عامة فيها.
وعلى المستوى الاقتصادي أكد ميارة على أن المغرب يعتبر شريكا تجاريا هاما لبولندا على المستوى الإفريقي، داعيا في هذا السياق إلى تحفيز المزيد من البعثات الاستكشافية الاقتصادية بين البلدين من أجل استثمار كل الفرص المتاحة لتطوير الشراكات الثنائية الاقتصادية والتجارية، مؤكدا استعداد المملكة المغربية تقاسهم التجارب والخبرات في مختلف المجالات التي تحضى باهتمام الجانب البولندي، لاسيما على مستوى الطاقات المتجددة والاستدامة البيئية والأمن الغذائي. كما أبرز الدور الذي بإمكان أن يضطلع به مجلس المستشارين من خلال مكونه الاقتصادي، إلى جانب مجموعة الصداقة، في دعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين واستثمار كل الفرص المتاحة بين الجانبين وبلورة مشاريع عمل مشتركة وبرامج توأمة.
وفي ما يخص العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، شدد ميارة على تمسك المملكة المغربية بالشراكة الوثيقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي على أسس الحوار البناء والتعاون والاحترام المتبادل للمصالح الاستراتيجية المشتركة، معبرا عن ترحيبه بدعم بولندا للشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، على اعتبار أنها تدرك الدور الذي يلعبه المغرب كشريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي، فضلا عن دوره في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
وفي هذا الإطار، أكد على أن التوترات المتنامية والإرهاب والحروب بالوكالة باتت تشكل تهديدا حقيقيا لاستقرار وأمن المنطقة الأورومتوسطية، على اعتبار الامتداد إلى منطقة الساحل التي تشكل محضنا للإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة.
من جانبه أكد توماش غرودسكي، رئيس مجلس الشيوخ البولندي، على أهمية هذه الزيارة ونوه بمستوى العلاقات المتميزة التي تجمع بين مجلس المستشارين المغربي ومجلس الشيوخ البولندي، معبرا عن الرغبة في العمل من أجل تحقيق المزيد من التعاون والتشاور، والمساهمة في الارتقاء بالعلاقات الثنائية وتوطيدها، لاسيما على اعتبار توفر مؤهلات وفرص كبيرة للتعاون والاستثمار المشترك، في مختلف المجالات.
وذكر رئيس مجلس الشيوخ البولندي، الزيارة التي قام بها للمملكة المغربية في ايار/مايو من العام الماضي والتي أعطت دفعة قوية للعلاقات البرلمانية الثنائية بين البلدين، حيث توجت بالتوقيع على بيان مشترك أكد الرغبة المشتركة في إرساء حوار برلماني منتظم من شأنه المساهمة في توحيد الرؤى، وتحقيق الطموحات المشتركة في تعزيز السلم والاستقرار وتحقيق التنمية على المستويين الإقليمي والدولي.
وفي هذا الإطار، عبر غرودسكي، عن تقديره للموقف المغربي تجاه الأزمة في أوكرانيا، الداعي للحفاظ على وحدتها الترابية انسجاما مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مؤكدا على أهمية توحيد الجهود من أجل مواجهة التحديات المرتبطة بهذه الأزمة، لاسيما اضطراب سلاسل التوريد الطاقية والغذائية.
ويقوم النعم ميارة، بزيارة عمل لجمهورية بولندا، خلال الفترة من 06 إلى 10 اذار/مارس الجاري، على رأس وفد يضم عبد الإله حفظي، محاسب مجلس المستشارين، رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية البولندية، وخالد السطي، عضو مجلس المستشارين.