مرشح رئاسي بولندي يدعو للتوصل إلى اتفاق مع بوتين لإنهاء حرب أوكرانيا

دعا المرشح الرئاسي اليميني سوافومير مينتزن إلى التوصل إلى اتفاق مع فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، كما انتقد أوكرانيا بسبب ما اعتبره تعاملها مع البولنديين على أنهم “سُذَّج”.
وفي حديثه إلى قناة Polsat يوم الثلاثاء، أشاد مينتزن بدونالد ترامب بسبب “رغبته في تحقيق السلام في أوكرانيا”، وانتقد فولوديمير زيلينسكي لرفضه تقديم تنازلات.
وقال مينتزن، الذي يخوض الانتخابات كمرشح عن حزب الكونفدرالية (Konfederacja) اليميني المتطرف: “نحن بحاجة إلى إيجاد طريقة للتوصل إلى اتفاق مع بوتين لإنهاء هذا الصراع”. وقد شهدت شعبيته ارتفاعًا ملحوظًا في استطلاعات الرأي، حيث يحظى حاليًا بدعم حوالي 17%، مما يجعله في المركز الثالث في السباق الرئاسي.
وأضاف أن “الشروط في العلاقات الدولية كانت دائمًا تُفرض من قبل الأقوياء”، مشددًا على أن “أوروبا بحاجة إلى النضوج” والتوقف عن “الانشغال بأمور سخيفة” مثل “محاربة ثاني أكسيد الكربون وفرض الرقابة على حرية التعبير”.
وتابع مينتزن قائلًا: “يجب أن يفهم السياسيون في أوروبا أنه في الحرب، القوة هي التي تحسم الأمور، وليس التغريدات أو الكتابة بالألوان على الأرصفة”. وأضاف أن “روسيا تصرفت بشكل فظيع وهاجمت أوكرانيا لأنها استطاعت ذلك، لأن أوروبا ضعيفة للغاية”.
كما انتقد المرشح البولندي موقف بلاده من دعم أوكرانيا، قائلاً إنه كان ينبغي لبولندا أن تجعل مساعدتها لكييف مشروطة بتحقيق مصالحها الوطنية.
وأوضح: “نعم، من مصلحتنا أن تدافع أوكرانيا عن نفسها ضد روسيا، ولهذا السبب يساعد البولنديون أوكرانيا. ليس بدافع التعاطف، ولكن لأن ذلك ببساطة في صالحنا. وكان من الممكن خلال هذه العملية التفاوض على العديد من الأمور المهمة لبولندا وللبولنديين”.
لكنه اعتبر أن القادة البولنديين سمحوا لأوكرانيا “بمعاملتنا كالسُذَّج بدلاً من الشركاء”.
وأضاف: “نرسل أسلحة إلى أوكرانيا، ونرسل المال، وندفع المساعدات الاجتماعية [للاجئين الأوكرانيين في بولندا]، ونوفر العلاج الطبي المجاني للأوكرانيين الذين لا يملكون حتى تأمينًا صحيًا، بينما يضطر البولنديون إلى الدفع، وفي المقابل، نتلقى الإهانات ونواجه انعدام الامتنان”.
كما زعم مينتزن أنه في حال تعرضت بولندا لهجوم من روسيا، فإنه لا يعتقد أن أوكرانيا ستأتي لمساعدتها.
انتقاد “عبادة بانديرا” في أوكرانيا
فيما يتعلق بالمطالب التي سيقدمها لكييف، أشار مينتزن إلى أنه بالإضافة إلى الامتيازات الاقتصادية، فإنه “سيجبر” أوكرانيا على إنهاء “عبادة بانديرا” والسماح باستخراج رفات ضحايا مذابح فولين خلال الحرب العالمية الثانية.
يُذكر أن ستيبان بانديرا كان زعيمًا قوميًا أوكرانيًا يُنظر إليه كبطل في أوكرانيا، لكنه يُعتبر في بولندا مسؤولًا عن جرائم إبادة جماعية. حيث ارتكب أتباعه مذابح فولين، التي قُتل فيها حوالي 100 ألف بولندي.
وفي الشهر الماضي، دخل منتزن في نزاع مع رئيس بلدية لفيف بعد زيارته للمدينة الأوكرانية وانتقاده لنصب تذكاري هناك لبانديرا. ووصفه رئيس البلدية بأنه “سياسي موالٍ لروسيا يحمل جواز سفر بولندي”.
وفي تصريحاته الأخيرة لـPolsat، قال مينتزن: “إنه لأمر مخزٍ أن الحكومة الحالية بقيادة دونالد توسك، وكذلك الحكومة السابقة بقيادة حزب القانون والعدالة (PiS)، لم تفعل شيئًا لمواجهة عبادة بانديرا في أوكرانيا”.
وأضاف: “لا يمكن بناء أي اتفاق إلا على الحقيقة، وأوكرانيا ليست مستعدة للحقيقة في هذه اللحظة”.
استئناف عمليات استخراج رفات الضحايا
وفي ديسمبر الماضي، اقترح حزب القانون والعدالة (PiS)، الذي أصبح الآن في المعارضة، مشروع قانون يحظر تمجيد بانديرا في بولندا، مما سيضع “البانديرية” في نفس فئة النازية والفاشية والشيوعية، وهي أيديولوجيات يعاقب القانون البولندي على الترويج لها بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
وفي يناير الماضي، أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عن “اختراق” في قضية استخراج رفات ضحايا مذابح فولين، حيث وافقت أوكرانيا على استئناف عمليات البحث، ومن المتوقع أن تبدأ أولى عمليات استخراج الرفات في الربيع المقبل.