مسؤول بولندي يحذر الولايات المتحدة من الاعتراف بمكاسب روسيا في أوكرانيا
حذّر بافاو كوفال، مستشار رئيس الوزراء البولندي لشؤون أوكرانيا، من أن أي اعتراف بالمكاسب الإقليمية التي حققتها روسيا في أوكرانيا سيشكل سابقة "فظيعة" على المستوى الدولي.

وفي مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية نُشرت يوم الأحد، قال كوفال إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد يرتكب “خطأ تاريخيًا” إذا اعترف خلال مفاوضات السلام بالمناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا.
وأوضح أن مثل هذا الاعتراف من قبل الولايات المتحدة سيمثل “تجاوزًا للخط الأحمر” بالنسبة لأوروبا الوسطى والشرقية، وقد يشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مواصلة مشروعه الإمبراطوري بإعادة فرض النفوذ الروسي على أراضي الإمبراطورية الروسية أو الاتحاد السوفيتي السابق.
قال كوفال:”هناك فرق واضح بين الحلول المؤقتة التي تهدف إلى إنهاء القتال في أوكرانيا، وبين تلبية توقعات روسيا بالاعتراف بضمها لشبه جزيرة القرم أو دونباس أو أجزاء أخرى من أوكرانيا – فهذا سيكون خطأً تاريخيًا.”
وأضاف أن روسيا اعترفت بحدود أوكرانيا، بما في ذلك القرم ودونباس، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وهذا يشكل الأساس في القانون الدولي الذي يحفظ الاستقرار في أوروبا الوسطى.
قلق أوروبي من خطط ترامب للسلام
منذ توليه منصبه في يناير، أعلن ترامب رغبته في إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا بسرعة، مدعيًا أنه يريد أن يُذكر كـ”صانع سلام”. ومنذ فبراير، عقد مسؤولون من إدارته محادثات سلام منفصلة مع الجانبين الروسي والأوكراني في السعودية.
لكن دعوات ترامب لتقديم تنازلات أثارت قلق العواصم الأوروبية، التي تخشى أن يضغط على كييف للتنازل عن أراضٍ محتلة لصالح موسكو.
حاليًا، تحتل روسيا أجزاء من مناطق دونيتسك، لوغانسك، زابورجيا، وخيرسون، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، وتطالب بالاعتراف الدولي بضمها.
بولندا تدعو لضمانات أمنية لأوكرانيا
قال كوفال إن ترامب استبعد الأوروبيين من مفاوضات السلام، وهو ما يثير القلق حول مصير الأمن الأوروبي ككل.
وشدد على أنه إذا أرادت الولايات المتحدة تشجيع الاستثمارات الأمريكية في أوكرانيا، فعليها تقديم ضمانات أمنية حقيقية لكييف، موضحًا أنه:
“من السهل على السياسيين التفريق بين الضمانات السياسية والعسكرية والاقتصادية، لكن إن أرادت الشركات الأمريكية استثمار أموال حقيقية في أوكرانيا، فإنها ستطلب ضمانات أمريكية قوية.”
في الختام، عبّر كوفال عن أمله في أن يُدرك ترامب التهديد الذي يشكله بوتين، وألا يسمح لروسيا بإضفاء الشرعية على احتلالها للأراضي الأوكرانية، لأن ذلك سيقوض النظام الدولي ويشكل خطرًا مباشرًا على أمن أوروبا.