بولندا سياسة

معاهدة أوتاوا.. البرلمان البولندي سيناقش قرار الانسحاب

تُحظرمعاهدة أوتاوا استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد، كما تفرض التزامًا بتدميرها. وكان من بين المشاركين في صياغتها الأميرة ديانا. وفي يوم الثلاثاء، سيناقش البرلمان مشروع قرار الانسحاب من هذه المعاهدة.

تمت صياغة المعاهدة في عام 1997 خلال مؤتمر دبلوماسي حول حظر استخدام الألغام المضادة للأفراد بشكل كامل، ودخلت حيز التنفيذ في عام 1999. وحتى الآن، وقع عليها 165 دولة، لكن من بينها، على سبيل المثال، الولايات المتحدة وروسيا والصين وإسرائيل وإيران لم يوقعوا.

معاهدة الألغام المضادة للأفراد

وتنص المقدمة على أن الدول ملتزمة بمحاربة ضحايا الألغام المضادة للأفراد، التي “تقتل أو تعوق مئات الأشخاص أسبوعيًا، خاصة المدنيين الأبرياء والعزل، ولاسيما الأطفال”. وتعهدت بأنها لن تستخدم، أو تنتج، أو تشتري، أو تحتفظ، بالألغام المضادة للأفراد، وستعمل على تدمير مخزونها منها.

هناك نوعان من الألغام البرية: الألغام المضادة للأفراد والألغام المضادة للدبابات. وتقتصر معاهدة أوتاوا على الألغام المضادة للأفراد، وهي تلك التي “تُفجر نتيجة وجود شخص بالقرب منها أو عند ملامستها، وتسبب عجزًا، أو إعاقة، أو وفاة لشخص واحد أو أكثر”.

تدمير 40 مليون لغم، وما زالت تُنتج أخرى

وأشارت العديد من الدول غير الموقعة إلى التزامها بتطبيق بنود المعاهدة، حيث تم تدمير أكثر من 40 مليون لغم منذ بداية تطبيقها. إلا أن الهند، وميانمار، وباكستان، وكوريا الجنوبية، لا تزال تنتج الألغام المضادة للأفراد.

الملكة ديانا كنصيرة للمعاهدة

وكانت الأميرة ديانا أحد العوامل الرئيسية في توقيع المعاهدة، حيث زارت أنغولا في 1997، ومرّت عبر حقل ألغام في “همبا”، مما زاد الوعي العالمي حول مخاطر الألغام المضادة للأفراد.

صورة الأميرة ديانا وهي ترتدي خوذة واقية وسترة واقية من الرصاص على حقل ألغام، نشرت على صفحات الصحف في العالم كله. قالت حينها: “لا يوجد مكان أنسب لبدء هذه الحملة من أنغولا، لأنها تمتلك أعلى معدل بتر في العالم لكل فرد”.

وفي عام 1998، ألقت خطابًا في المعهد الجغرافي الملكي بلندن، دعت فيه إلى إنهاء استخدام الألغام المضادة للأفراد، وزارت أيضًا البوسنة وتقابلت مع ضحايا الألغام.

بولندا من أولى الدول الموقعة على المعاهدة

وقعت بولندا على المعاهدة فور إصدارها في 4 ديسمبر 1997، لكن الحكومة اعتمدت خطة لتنفيذ بنودها بعد 12 عامًا، بسبب عدد الألغام المخزنة والتكاليف الكبيرة لتدميرها. وفي النهاية، صدّق البرلمان على معاهدة في 2012، ووقع الرئيس عليها في ديسمبر من العام ذاته.

الانسحاب من المعاهدة

وفي ديسمبر 2024، أعلن مسؤول في الحكومة الفنلندية أن بلاده تدرس الانسحاب من المعاهدة، وفي مارس 2025 أُعلن انسحاب كل من إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وبولندا، بسبب تدهور الوضع الأمني في المنطقة منذ التوقيع على المعاهدة.

وذكروا في بيان: “في ظل هذا المناخ غير المستقر، المميز بالعدوان الروسي المستمر، بات من المهم تقييم جميع التدابير لتعزيز قدرات الردع والدفاع لدينا.”

وتوضح تقارير حملة الدولية لحظر الألغام المضادة للأفراد لعام 2024 أن روسيا تستخدم الألغام على نطاق واسع في أوكرانيا، وأن الأمم المتحدة أفلحت في 2024 في تصنيف أوكرانيا كأكثر دولة مزروعة بالألغام في العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى إيقاف مانع الإعلانات من المتصفح. موقع بولندا بالعربي يعتمد على ريع الإعلانات للإستمرار في تقديم خدماته شاكرين لكم تفهمكم