مع استمرار محاولات العبور الغير شرعية .. الموت يلاحق اللاجئين العالقين على الحدود البولندية-البيلاروسية
ابلغ حرس الحدود البولندي يوم الجمعة أنهم فشلوا في إنقاذ رجل عراقي أصيب “على الأرجح” بنوبة قلبية في نهاية الأسبوع الماضي ، ومع انخفاض درجات الحرارة ليلاً إلى درجة التجمد ، تم اكتشاف جثث أربعة أشخاص على الحدود – ثلاثة رجال في بولندا وامرأة واحدة تبلغ من العمر 39 عامًا على بُعد أمتار قليلة من الحدود البولندية على الجانب البيلاروسي ، وبحسب ما ورد فإن أسباب الوفاة تعود إلى الإرهاق وانخفاض درجة حرارة الجسم.وفق ما نقلته وكالة بوليتيكو البولندية.
يحاول آلاف الأشخاص شهرياً دخول الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي(بولندا-لاتيفيا-ليتوانيا) من بيلاروسيا وذلك نتيجة لسياسة تبناها ألكسندر لوكاشينكو ، رئيس بيلاروسيا لبيلاروسيا ، الذي تسمح حكومته للناس بالسفر جواً إلى مينسك من الشرق الأوسط ، ثم تتم مساعدتهم على الوصول إلى الحدود حيث يحاولون العبور إلى بولندا وليتوانيا ولاتفيا. وعلي سبيل المثال استقبل مطار مينسك الجمعة 12 رحلة من تركيا وواحدة من سوريا. وتوقفت الرحلات الجوية من العراق الشهر الماضي بعد أن ضغط الاتحاد الأوروبي على بغداد.
تدعم بروكسل بولندا والدول المتضررة الأخرى في تحصين حدودها. لكن هناك استياء متزايدًا من افتقار وارسو للشفافية – فقد أعلنت بولندا حالة الطوارئ في قطاع يبلغ عرضه 3 كيلومترات على طول الحدود ،ومنعت وسائل الاعلام من الاقتراب من الحدود .
وصرحت مفوضة الشؤون الداخلية إيلفا جوهانسون لصحيفة POLITICO Brussels Playbook يوم الجمعة أن الاتحاد الأوروبي يقف موحدًا و “مستعدًا للتواجد على الأرض لتقييم الوضع” ، لكن “تعاون الاتحاد الأوروبي بشأن الحدود يسير جنبًا إلى جنب مع التزامنا بالشفافية”.
وأثارت محنة المهاجرين ومعظمهم من العراق وأفغانستان الذين يحاولون الوصول إلى الاتحاد الأوروبي، اهتمام منظمات حقوق الإنسان.
وطلبت وكالات الأمم المتحدة الوصول إلى طالبي اللجوء العالقين على الحدود بين بيلاروس وبولندا وليتوانيا.
وتصر الحكومة البولندية على أن مهمتها الرئيسية حراسة الحدود وحمايتها من تدفق المهاجرين وتتهم الحكومة البيلاروسية “بتسهيل تدفقهم انتقاما على العقوبات الأوروبية المفروضة ضد مينسك مؤخرا”.
قال نائب وزير الداخلية “نحن نستخدم كل الوسائل القانونية لحماية الحدود ،و لا تختلف أساليبنا عن تلك المستخدمة في ليتوانيا أو لاتفيا أو البلدان الأخرى.”
قد لا تكون الوفيات في الأيام القليلة الماضية هي الأخيرة حيث تنخفض درجات الحرارة ولا يزال المهاجرون عالقين على الحدود البولندية البيلاروسية.
ورغم المبالغ الكبيرة التي يتم دفعها للوصول إلى أوروبا عبر مينسك، يروي البعض شهادات مروعة عن طريقة التعاطي معهم بمجرد وصولهم إلى مينسك.
ويذكر هؤلاء الذين وصلت إليهم منظمات بولندية أنّ الجيش البيلاروسي، وعلى عكس وعود التهريب، يقوم بنقلهم ويتركهم عند حدود دول البلطيق وبولندا ليتدبّروا أمرهم بأنفسهم. ولا يقدّم لهؤلاء أي طعام “فقط ألقوا قطع خبز يابس وحبة بطاطس للشخص ثم تركونا لمصيرنا”، كما يروي شاب عراقي لمنظمة إغاثية بولندية.
وعلى الرغم من تمكّن بضعة مئات منهم من الخروج عبر طرق التهريب عبر بولندا، يشعر أغلبية العالقين بأنهم تحوّلوا إلى كرة تتقاذفها السياسة بين بيلاورسيا والاتحاد الأوروبي.
سجلت بولندا أكثر من 8000 حالة عبور هذا العام – حوالي 4100 في ايلول/ سبتمبر و 3500 في أب/ أغسطس – مقارنة بـ 120 محاولة فقط في العام الماضي.