نيويورك تايمز : العلاقات الوثيقة بين بولندا والولايات المتحدة أصبحت على المحك !
كتبت صحيفة نيويورك تايمز أن العلاقات الوثيقة بين بولندا والولايات المتحدة أصبحت على المحك ، وذلك في مواجهة سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والطموحات الإمبريالية لروسيا، يتغير نهج وارسو في الدفاع؛ وفي بولندا، يتطور التفكير بشأن أمن البلاد - كما تؤكد الصحيفة.

وقال وزير الخارجية البولندي رادوسواف شيكورسكي لصحيفة نيويورك تايمز : “أوروبا لا تستطيع بناء ما تمتلكه الولايات المتحدة، وهو القدرة على ضرب أي هدف في العالم” ، “ولكننا لسنا بحاجة إلى ذلك ، لسنا بحاجة إلى أن نكون مثل الولايات المتحدة . نحن فقط بحاجة إلى أن نكون أفضل من روسيا”، أكد.
وأوضح وزير الخارجية البولندي أن الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا أظهر أن أوروبا ، التي هي أغنى من روسيا بعشر مرات، يجب أن تنفق على أمنها الخاص لثني روسيا عن شن “هجوم غير عقلاني مماثل” في أماكن أخرى من أوروبا .
بولندا تواجه واقعًا جديدًا
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن بولندا بدأت منذ بعض الوقت تواجه الواقع الجديد في العلاقات عبر الأطلسي.
وقالت المؤرخة كارولينا ويجورا إن التهديد الروسي وتردد الولايات المتحدة في مساعدة أوروبا في حالة الخطر الوشيك “يعيدان إحياء المخاوف القديمة”.
وذكّرت الصحيفة بتصريحات رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الذي قال في مارس/آذار الماضي إن التغيير العميق في الاستراتيجية الجيوسياسية الأميركية يجعل أوروبا أكثر أمانا إذا امتلكت ترسانتها النووية الخاصة ، وقالت إن البولنديين فوجئوا بهذا التصريح ، وفي الوقت نفسه، ترى صحيفة نيويورك تايمز في كلمات توسك تغيراً حدث في بولندا في طريقة التفكير بشأن أمن البلاد.
وفي مقابلة مع الصحيفة، أكد ميخاو بارانوفسكي، وكيل وزارة التنمية والتكنولوجيا، أن بولندا لن تسمح لنفسها بالوقوع مرة أخرى في “المنطقة الرمادية” للنفوذ الروسي ، وأوضح بارانوفسكي أن الحكومة البولندية تعمل على بناء تحالف من الدول يهدف إلى ضمان الأمن في أوروبا ، ومن المقرر أن تشمل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والدول الشمالية ودول البلطيق وألمانيا.
وأشار بارانوفسكي إلى أن وارسو أعدت قائمة بالاستثمارات العسكرية التي ستبلغ تكلفتها نحو 40 مليار يورو ، ويمكن تمويلها من خلال قرض بقيمة 150 مليار يورو أعلنت عنه المفوضية الأوروبية.
وفي الختام أكد كاتب المقال أنه على الرغم من الانقسامات والصراعات في الساحة السياسية الوطنية والتي تنعكس في الانتخابات الرئاسية المقبلة إلا أن هناك إجماعا بشأن قضايا الدفاع والأمن ، . ومن الأمثلة على ذلك تمسك حكومة توسك بالعقد الخاص ببناء أول محطة للطاقة النووية مع شركتي وستنجهاوس وبيشتل الأميركيتين، والذي تم توقيعه في عهد دولة القانون والعدالة.